Tuesday, 3 July 2012

يوميات ام مغتربه ١٠

بعد ان انهكتني لينا بصريخها و لم يعد في ذهني حيل لاهدائها قررت ان اترك عسوي و اخيه كارم بمحل الملابس بشارع برنسس ستريت و ان اخرج انتظرهم علي كنبه امام المحل لعل الهواء و الماره يلهون لينا فتسكت. جلست في وسط الكنبه، كان علي يميني اسره هنديه لم اتمكن من فهم ما يقولون لكن من المشهد العام تستطيع ان تجزم انهم في انتظار احد و ان هذا الشخص ضل الطريق. و كان علي يساري رجل ملامح وجهه تقول انه في نهايه السبعينيات او ربما تجاوزها بقليل كان يرتدي قبعه مصنوعه من الصوف الكشمير و يبدو انه اشتراها اليوم لانه لم ينزع السعر من عليها ١٥ جنيه استرليني. و يبدو ايضا انه نصب عليه لانها تباع هي نفسها في محل اخر ب ١٠ جنيه استرليني " او ما فصلش كويس".  كان الرجل نائما، اسند راسه علي الحائط و نام. تعمق في النوم حتي تدلي فكه الاسفل. لم يفلح صراخ لينا و ضوضاء الشارع و لا حتي حوار العائله الهنديه و رنات التليفون التي لم تتوقف من ايقاظه حتي انني بدات اشك انه فاقد الوعي.  بعد بضع دقائق نامت لينا. لم يكن معي شئ يلهيني فاخذت اراقب الماره تاره و القي نظره علي محمولي تاره، و انظر الي الرجل النائم فاسمع صوت انفاسه فاطمئن انه حي يرزق. و بعد مرور بعض الوقت رايت سيده لا يقل عمرها بكثير عن عمر الرجل النائم في يديها اكياس كثيره من محلات مختلفه تتجه الي الرجل النائم و هي مبتسمه. انحنت في هدوء حتي اقترب وجهها من اذنه و همست له ببضع كلمات. ابتسم الرجل و هو مغمض العينين فقبلته قبله رقيقه مليئه بحنان و حب. لم يستطع فتح جفنيه كاملا، نظرت اليه السيده و هي تضحك بصوت مسموع - لقد نمت في طريق عام - لقد تاخرتي داخل المحل - نعم، لكن انا لا اصدق انك نمت - انت تعرفيني، انام في اي مكان. توقف الرجل لحظات يستفيق فيها و يستعيد همته ليرحل، وقف و تمطع و كانه نام ايام طويله، فامسكت السيده ذراعه و اراحت راسها علي كتفه و قالت له و هما يبتعدان عني - لك مكافاه علي انتظاري  اخذت ارقبهما و هما يبتعدان في خطوات صغيره و بطيئه و من حولهما الماره يركدون و يتحدثون بصوت عال. اخذت اراقبهما لعل و عسي يدخلون محل فتكون المكافاه بالداخل و لكنهم تاهوا وسط زحام المدينه و ضوضائها. بعد بضع من الوقت رايت عسوي و كارم متجهين نحوي فوقفت اتسعداداً للرحيل. - هو انا ما ليش مكافاه يا عسوي - اه طبعا ... امال ... اذاي ... بس خير عشان ايه؟ - عشان استنيتك؟ - اه طبعا طبعا ... يالا يختي اتلحلحي كده و شوفي هناكل ايه انا جععااااااان - واضح مشكلهاش مكافاه و لا يحزنون يالا يا عسوي. اتجهنا الي المنزل و معنا اكياس كثيره. تقدما كارم و عسوي عني ببضع خطوات و اخذا يتكلما في مواضيع متنوعه بينما و انا امشي خلفهما اخذت ابحث عن الرجل النائم و السيده التي معه و سط زحام السياح و صريخ الاطفال. تري بماذا كانت تهمس له؟

Sunday, 27 May 2012

يوميات ام مغتربه ٩

يوميات ام مغتربه ٩ حنان و حنين تضائل شعوري بالغربه حتي اصبح في حجم البندقه. ساعدني علي التخلص من شعور الغربه عوامل كثيره اهمها ان المجتمع الادنبراوي مجتمع تتعدد فيه الجنسيات حتي اصبح الاسكتلانديين  اقليه فيه. هذا الاختلاط يسهل عليك الشعور انك لست غريب فمثلا ان كان كل سكان البلده من القوقازيين و انت خمري اللون فستجد نفسك مميز و مختلف "بغض النظر ان كان هذا ميزه او عيب " لكن اذا تعددت الالوان فستجد نفسك من نسيج هذا المجتمع و لا تختلف كثيرا عنه فهناك الكثير مثلك و لا يوجد لون معين طاغي علي باقي الالوان. و من العوامل التي ساعدت علي تضائل الشعور بالغربه هو التعرف علي اصدقاء و معارف، فتعرفت علي امهات من جنسيات مختلفه في تمارين سباحه لينا و في عيادتها و تعرفت ايضا علي بعض ابناء مصر في ادنبره يعني تستطيع ان تجزم بان اصبح لي معارف و اصدقاء. لكن هل معني ان الشعور بالغربه تضائل ان المشكله انتهت؟ الاجابه لا و كيف اعيش دون مشاكل؟ لقد اتي مكان الغربه شعور جديد و هو الحنين ابتداءا من الحنين الي امي و ابي و اهلي و اقاربي و اصدقائي و انتهائا بالحنين الي الطعميه و المخليه بالارانب التي تصنعها جدتي و العصير النكتار بالالوان الصناعيه و شبسي بطعم الجبنه  او الطماطم "مش هتامر" و يبقي السؤال الذي حير الملايين " هو البعد جفاء و لا ابعد حبي تزيد محبه؟" بعد تفكير عميق توصلت الي هذه الاجابه، لا اعلم ان كانت صحيحه ام لا و لكن هذا بناء علي تجاربي البسيطه و المتواضعه. في المرحله الاولي من البعد بتزداد المحبه و لكن اذا طالت مده البعد يتحول الي جفاء. هل هذا ينطبق علي الوطن؟ هذا يختلف من شخص الي اخر و اجابتي و اجابه الكثير من المصريين لا و الف لا. لان الوطن ليس فقط الشوارع و الاصدقاء و الجيران و العائله و كبايه شاي ساعه العصاري و مسلسل الساعه ٨ علي القناه الاولي "زمان قبل الدش" و شراء لبس العيد يوم الواقفه فلا تجد مكان تضع فيه قدمك و مليونيه لاسقاط حكم العسكر او ميدان التحرير بشكل عام و كوب عصير قصب في يوم من ايام اغسطس الحار و وصولك متاخر علي افطار رمضان فتجد الناس تاكل فترد " لا سلام علي طعام احنا في رمضان" و كوب المياه التي تبعد سنتيمترا عن فمك و لن تضعها لان الفجر اذن و البحث عن رساله حلوه لترسلها الي اصدقائك الاقباط في عيد القيامه و ان كنت من المدخنين فالقهوه يوم الخميس ليلا هو مكانك و اصدقائك هم زوار القهوه و المواضيع التي تتكلمون فيها تتنوع من السياسه حتي متشاط الكوره. كل هذا ليس الوطن، هو جزء لكن ليس الوطن. الوطن هو هويتي اذا اردت ان تتعرف علي فانا مصريه. هذه الصفه اعطتك انطباعا عني لانها هويتي. الوطن هو المكان الوحيد الذي اشعر انه ملكا لي حتي ان كان مستعمرا داخليا "من نظام فاسد" او خارجيا "من دوله استعماريه". وطني هو ملك لي يحدد هويتي فلا لا بعد عنك يجفيني و لا اطاله البعد تنسيني وطني و حبي له ثابت طالما اتنفس. في الايام القليله قبل انتخابات الرئاسه المصريه كان حواري اليومي مع امي يدور حول احوال الشارع التي لم نستطع ابدا ان نخمنها و للا يستطيع احد ان يجزم بانه يعلمها و حول مواقف معارفنا و اقربنا من المرشحيين - ايه الاخبار يا ماما؟ - ما فيش و الله يا سعاد - الا صحيح طنط عنايات هتنتخب مين؟ - محتاره بين حمدين و ابو الفتوح لسه مش عارفه تعمل ايه بس ممدوح ابنها بيقنعها بحمدين و انكلك صبري بيقنعها بابو الفتوح - امم  و طنط فكريه؟ - عمرو موسي - ايه؟؟؟ دي كانت مع الثوره. طيب و اخوها انكل مصطفي؟ - ابو اسماعيل - بس ده طلع خلاص - هو لسه مصمم - و انكل ممدوح؟ - محتار بين شفيق و حمدين - ودي تيجي ازاي؟؟ هو عايز يوصل لايه بالضبط؟ - و الله ما انا عارفه بابنتي حاجات غريبه - طيب بابا ناوي علي ايه؟ - شكلها كده عمرو موسي - لااااااا، خبي بطاقته يا ماما - لا هو سمع عن موضوع البطاقات ده و محرص عليها قوي - و نينا ؟؟؟ - مقلوبه قلبه سوده علي ابو الفتوح - ليه انا اخر مره كنت معاها كانت بتشكر فيه عشان البردعي - لا مش عاجبها عشان بدقن - بس هو دقنه خفيفه منبته بس. طيب لو حلاقها؟ - سعتها يبقي في كلام تاني. - و انت يا ماما - انا كنت مع ابو الفتوح و دلوقتي ما بين حمدين او موسي - موسي يا ماما - اي حد غير الاخوان هكذا كانت اراء معارفنا متضاربه و منقسمه علي نفسها. مشتته ما بين من سوف يحقق اهدافها و بين من سيبعدها عنها. هل هذا طبيعي؟ هذه اول تجربه ديمقراطيه نمر بها قلوبنا و عواطفنا مشدوده حتي اننا لا نستطيع ان نفهم او نحلل ما يدور حولنا. اكتب اليكم الان من داخل كافيه داخل حديقه الميروز. هربت من البيت بعد ان تمكن مني القلق و دخل الياس نفسي. قررت الا استسلم الي الياس و ان اهرب بعيدا عنه حتي اهدا و افكر جيدا. حاليا علي بعد الاف الكيلومترات من عمليه فرز الاصوات الانتخابات الرئاسيه المصريه. نعم، تجري عمليه الفرز و انا لست هناك. تتضارب الاقوال ما بين ان مرسي و شفيق في الصداره بينما يكذب البعض هذه الاخبار و يقول ان صباحي و مرسي يتنافسان علي المركز ااول و الثاني و شفيق في المركز الثالث. لا احد يعلم الحقيقه لكن الذين ياكدون ان شفيق في الاعاده يقولوا ان الاصوات التي افرزت ١٩ مليون بينما انصار حمدين يقولون ان مازال هناك الثلث. لا احد يعلم شيئا. اعصابي متوتره جدا. و انا فالطريق الي الكافيه سمعت صوت اسعاف عالي ظننت ان هناك بلطجيه هجموا علي احدي اللجان. اري سيده تجلس علي الطاوله المجاوره لي تكتب شيئا غالبا تذاكر. تسرح و تكتب. كيف ليست متوتره و في غصون ساعات ستعلن النتيجه. كيف هولاء الطلاب يضحكون بصوت عالي و لا يشغلهم مصير الامه. الا يدركون ان لو نجح شفيق سيعود النظام القديم اسوء مما كان، لا تصدق من يقول لك ان لا احد يستطيع ان يقعر المصريين و ان ميدان التحرير ضمانه لنا. ثورتي في خطر ... وطني في خطر. نعم، وطني انا و ليس وطنهم. بلدي انا، انا احن الي بلدي و اشعر بالغربه من جديد. 

Tuesday, 15 May 2012

يوميات أم مغتربه - 8


و الأن مع النشره الجويه:
يتوقع خبراء الأرصاد الجويه أنخفاض في درجات الحراره نهرا و تزداد أنخفاضا ليلا و تصطحب هذه الموجه البارده سقوط أمطار علي مدار اليوم و لا يوجد ضمنات لعدم سقوط الثلج "من الأخر كده كله ممكن". قد تكون من المحظوظين فتلمح أشعه الشمس أثناء النهار, حاول في هذه اللحظه أن تستمتع فهي لن تتكرر كثيرا. نعم, نحن في شهر مايو و في فصل الربيع. لكن في البلاد الأسكتلانديه لا يوجد ربيع و لا خريف يوجد شتاء يتخلله بعض الأيام الدافئه.
أهم لحظه في يومي هي اللحظه التي أستيقظ فيها فأجد الغرفه ظلمه عاتمه نتيجه الشباك الخشبي فلا تستطيع أن تحدد أن كنا نهارا أم ليلا. لا أراديا أتجه نحو الشباك و أفتحه ببطئ " يا رب شمس يا رب شمس" في المعتاد لا أجد شمس و أظل أقول " فين أيام مصر و الحر و الصهد و أزاي أحنا بناخد ظهور الشمس ده شئ مسلم بيه و مش بنحمد ربنا عليه." المهم أنه في هذا اليوم بالتحديد كان هناك شمس, تفائلت و توجهت الي أهم ثاني خطوه و هي معرفه درجه الحراره علي شبكه الأنتر نت فبسبب التدفئه و الشبابيك المغلقه بأحكام صعب التنبؤ بها فوجدتها +10 ... رائع.
هذا اليوم كان أول يوم في برنامج تدريب السباحه للينا. كنت متحمسه جدا جدا بعدما شاهدت الأطفال الرضع و هم يسبحون قبل أن يتعلموا المشي و أيضا أنها فرصه رائعه للتعرف علي أصدقاء أمهات و للدخول في المجتمع الأدنبراوي. من الليله السابقه و أنا أعددت الحقيبه بها كل اللوازم المطلوبه ماعدا حفاضه المياه ... ليس مهم ممكن أشتريها غدا من السوبر مركت أو الصيدليه يوجد سوبر مركت قريب من البيت. أيضا علمت مكان التدريب و الأتوبيس الذي يجب أن نستقله للذهاب. كله تمام أن شاء الله و قد زاد تفاؤلي عندما أستيقظت فوجدت الجو بديع. الساعه الأن 12,30 ظهرا و التدريب الساعه 4,30 عظيم أمامي متسع من الوقت.
-          سعاد هي المدرسه أسمها أيه؟
-          بيرد ... حاجه مش فكره أدخل علي الأيميل أتأكد
-          سععععااااااااددددد
-          ايه؟؟
-          أنت قلت التدريب الساعه كام؟
-          4,30 ... ليه؟
-          4,30 ده يوم الأربعاء التدريب النهارده الساعه 2,30
-          اااااايييييهههههههه !!!!!!!
-          طيب ... طيب ... طيب ... أروح فين ؟؟؟ ... مين ؟؟؟ ... ليه؟؟؟ يالااااااااااا قدمنا 10 دقائق و نبقي في الشارع روح أشتري الحفاضه عقبال ملبس لينا.
-          يالا يالا
كنت أتحرك بنفس سرعه تشارلي تشبلين و في كل الأتجاهات " متقلقيش لسه معنا وقت الطريق بيأخذ 20 دقيقه و لازم نبقي هناك قبلها ب 20 دقيقه عشان لينا تغير يعني لو بقينا 1 في الشارع هنلحق أن شاء الله ... طيب أبتدي منين ؟؟؟ منين؟؟ أه أول حاجه أبطل أفكر و أكلم نفسي و أنجز و أتحرك." في خلال عشر دقائق كنت خارج المنزل, وجدت عسوي يهرع في أتجاهي
-          هه ... هه ... ملقتش ... هه ... هه
-          خلاص مافيش وقت يمكن لما نوصل هناك ربنا يفرجها و أستلف حفاضه من أي واحده
-          طيب يالا يالا
أتجهنا الي محطه الأتوبيس و هناك كانت الصدمه الثانيه. يافطه معلقه تقول أن الاتوبيس رقم 5 "و هو الأتوبيس المنشود" تغير سيره لمده 5 أيام "تقريبا" أبتدأ من يوم 30 أبريل و أذا أردت أن تستقل الأتوبيس فلتتوجهه الي محطه الميدوز. تشائم عسوي علي الفور و سألني
-          هو النهارده ايه؟
-          6 مايو
-          يعني كده فات ال5 أيام و لا أيه؟؟
-          المفروض بس هما كتبين "تقريبا" فكده ممكن تزيد عن ال5 أيام
-          اممممم و لو كان أشتغل كان شالو الورقه و بعدين الميدوز ديه أمام البيت يعني أتشحططنه علي الفاضي
-          طيب يالا مافيش وقت
جرينا عودتا الي البيت و قد بدأت أثار التوتر مع قليل من فقدان الأمل. و عند وصولنا للمحطه الثانيه و جدنا أن الأتوبيس رقم 5 لا يمر من عندها و غالبا كان يجب علينا أن نتوجهه الي محطه أخري.
-          طيب يالا يا عسوي علي المحطه
-          الميدوز كبيره في كذا محطه و لو رجعنا تاني يبقي مش هنروح هنتأخر. بقولك أيه أحنا مش هنوصل يالا بينا أنا أروح الجامعه أذاكر و أنت أعملي لنا حاجه نأكلها
-          بطل تشاؤم الساعه 1,30 يعني لو ركبنا في خلال 15 دقيقه ممكن نوصل
-          أيوة بس أحنا حتي مش عرفين نركب منين و لا نركب أيه و معناش حفاضه للينا. يعني في 100 ألف حاجه بتقول لأ
-          عسوييييييي ... أنا هستني هنا و أنت أطلع علي البيت أدخل علي الأنتر نت و شوف أقرب محطي تودي.
رفضت أيأس, رفضت الأستسلام لليأس, فهذه الحصه بالنسبه لي تعني الكثير. أولا, تعلم لينا السباحه في هذا السن هي أحدي الأمور التي طالما كنت أرغب في تحقيقها يمكن لأنني نشأت في منزل رياضي فوالدي رمضان النجار رجل رياضي بكل ما تحمله هذه الكلمه من معاني "رياضه الجسد و الأخلاق و العقل" و كانت الرياضه بالنسبه له و لأمي لا تقل أهميه عن الدراسه بل تزيد أهميه عن الدراسه في بعض الأحيان فتفوقي في ماده معينه ليس له نفس التأثير مثل مباره تنس جيده. و في سبيل الرياضه لم يبخلا علينا بأي مجهود سواء كان مادي أو بهدله في التمارين و البطولات. ثانيا, منذ قدومي الي أدنبره و أنا أحاول جاهده أن يكون لي مجتمع و أصدقاء, فأولي خطوات التأقلم علي وضع جديد هو التعرف علي أشخاص يتشابهون معك في نفس الظروف و من هنا تشعر أنك لست وحدك و أن هناك من يشاركوك نفس المشاكل و الصعاب, و كانت الحصه فرصه جيده للتعرف علي الأمهات المغتربات و كيف يتفاعلن في مجتمع لا يوجد فيه مساعدات الأهل و الأصدقاء. أنتظرت عسوي حوالي 15 ديقيقه ثم عاد
-          أتوبيس 5 هيعدي في المحطه الي في الشارع الي ورانا
-          طيب يالا
توجهنا الي المحطه بخطوات بطيئه فبدأ الأمل في حضور الحصه يتضائل و لكنه ليس معدوم بعد. أنتظرنا حتي أصبحت الساعه 2,00 ظهرا. نظرت الي عسوي الذي لم يعد لديه أي أمل و قلت له
-          خلاص يا عسوي يالا الأتوبيس شكله مش هيعدي من هنا زي المحطه الأولنيه
-          خير خير ... أكيد خير. يالا بينا
لا يوجد كلامات تصف أحساسي في هذه اللحظه, خليط من اليأس و الأكتئاب ... يمكن ... عدم وجود رغبه لعمل أي شئ ... جائز ... أخذت أفكر ماذا سوف أعمل عندما أعود الي المنزل حتي ترتفع معناوياتي قليلا فلم أجد شيئا يمكن أن يلطف من حالتي المزاجيه ... و فجأه أذا بعسوي يضحك ضحك هستيري ...
-          ايه
-          بصي
وجدت الأتوبيس يأتي من بعيد ... ولكن ما الفرق؟؟ الساعه 2,00 ظهرا لن نستطيع أن نصل 2,30 دقيقه ... و لا ممكن؟؟
-          يالا بينا يا عسوي
-          ماشي ... حتي لو ملحقناش نبقي عرفنا المكان
ركبنا و قررت الا أنظر في الساعه حتي لا أتوتر فغالبا لن نستطيع الوصول في المعاد. و صلنا المحطه التي يجب أن ننزل فيها فلم أستطع منع نفسي من أن ألقي نظره علي الساعه.
-          عسوى ... الساعه 2,30.
-          أججججررررييييييييييييييي
حملت الشنطه علي أكتافي بينما عسوي أخذ يدفع عربه لينا علي العجل الخلفي فقط لأن العجله الأماميه كانت غير ثابته  فلن نتمكن من الجري جيدا. أخذت لينا تغني بحرف واحد " ااااااه" بينما أنا و عسوي نسابق الزمن و في الخلفيه موسيقي السيرك الشاهيره تصف حالتنا. و بعد حوالي 7 دقائق رأينا مبني زجاجي, نعم هو المبني المنشود و قد تأخرنا 7 دقائق فقط. معجزه. دخلنا فأستقبلتنا سيده معها أوراق و شنطه ورقيه. حاولت بطريقه خبيثه أن اري ما بداخلها فوجدت حفاضات فلم أصدق عيني
-          مساء الخير
-          مساء الخير, أحنا ولي أمر لينا عسوي
-          أيوه, وجدتوا صعوبه في الوصول
-          معندكيش فكره ...
-          هاهاهاها ... معلش المبني مش واضح أوي
-          طيب أحنا فتنا كتير؟
-          لو قدرتي تغيري للينا بسرعه مش هيفتكوا غير دقائق.
-          طيب أحنا ملقناش حفاضه
-          مافيش مشكله أنا هسلفكوا واحده
الحمد لله, انها حقا معجزه بكل المقاييس. البست لينا و دخلنا حمام السباحه و نحن في حاله من السعاده لاتوصف. نزل معها عسوي و أخذت أنا ألتقط الصور التذكاريه لهذه اللحظه التاريخيه التي أنهكتنا لكن ليس دون جدوي, هذه اللحظه تستحق كل العناء و الأحباط و التوتر الذي لازمنا الساعات السابقه وتذكرت أمي و أبي الذين عاشوا هذه التجربه لسنوات دون كلل أو ملل. أتمني أن أكون ما تمنيتم أن أكون. و أتمني أن أعمل لأبنتي ما عملتوا لي. شكرا



Friday, 27 April 2012

يوميات ام مغتربه - ٧

لحظات تاريخيه لابناء مصر بخارجها - حصول الدكتور احمد زويل علي جائزه نوبل في الكيمياء عام ١٩٩٩.  في هذه اللحظه التاريخيه كان يتابع استلام الدكتور للجائزه ٨٠ مليون مصري و في داخلهم احساس انهم هم من نالوا هذه الجائزه. حقا انني كمصريه افتخر بان هناك شخصيه وطنيه، ناجحه، طموحه محبه لبلدها مثل الدكتور احمد زويل يريد لمصر النهضه و للبشريه ان ترتقي. سوف يذكرك التاريخ يا دكتور بانك كنت من اعظم العلماء الذين ساهموا في التطور العلمي و التكنولوجي و لسوف يكون لهذا الذكر شرفا لمصر. - وجول و جول و جول وجججججووووووللللللللل ... جول جووولللللل .... حلوه حلوه حلوه. مجدي عبدالغني و جول الرائع امام هولندا و كاس العالم عام ١٩٩٠ ... جول التعادل في الدقيقه ٣٨ من الشوط الثاني. رفعت راس مصر. المصريين اهم ... اهم اهم اهم. فرحه فرحه فرحههههه ... ربنا يحميك يا ابني ربنا يحميك. - سعاد و لينا ذهبوا الي السينما ابريل ٢٠١٢  ايوه والله. كما اقول لكم. صدقوني لقد ذهبت الي السينما انا و لينا بمفردنا. يا له من انجاز يا له من نجاح باهر و ساحق. ارفعوا الاعلام و اطلقوا الرصاص في الهواء احتفالا ... اسمعوني الزغريط الليله ليست كاي ليله الليله ليله خاصه فهو حدث تاريخي يثبت ان المصرين هم من اعظم و انبل و اكثر السلالات اسرارا علي المكافحه و البقاء. لحظه لحظه، ارجع باله الزمن الي الخلف... اليكم التفاصيل. لاسباب خارج عن اراده عسوي، كان علي عسوي الذهاب الي رحله في الجبل جزء من كورس ليدرشيب "قياده مجموعه" لمده ٥ ايام. بعد فشل محاولات عسوي ان ياخذنا انا و لينا معه لم يكن امامي الا ان ابقي وحدي مع لينا هذه الفتره. - كده يا عسوي هتسبنا - اعمل ايه ياسعاد انا لو عليا كنت اخذتكم معيا. - خلي الكورس ينفعك - انا هبقي معاكي علي التليفون علي طول و لو احتجتي اي حاجه هعطيكي تليفونات ناس اصدقائي هنا. - لما نشوف ... و لو طلع لي الفار. - انشاء الله مش هيطلع الدكتور قاصدي البشموهندس الي جيه كشف و اقفل مداخل الفار. في لحظه خروج عسوي من باب المنزل اصابني هذا الفيروس اللعين المسمي بالانفلونزه. كان نفسي اكون طريحه الفراش لكن لينا لم تهنئني بهذه اللحظات كثيرا فلم اخرج لمده يومين من الخمس ايام مما اصابني بالاحباط خصوصا ان شبكه المحمول كانت ضعيفه جدا عند عسوي في الجبل فلم يتمكن من مكالمتي كل يوم. " لكن لا لا مش انا مش انا الي اتهزم بسهوله، سوف اقاوم المرض و سوف استمر ... ايوه ... اتقدم اتقدم و كفايه خلاص نتندم ..." خطرت ببالي فكره شبه مستحيل و هو الذهاب الي السنيما خصوصا لما علمت ان حفالات الصباح يمكن ان تصطحب معك اطفال. - سينما ياسعاد - ايوه ياعسوي سينما - و لينا؟؟ - هاخذها معيا - و لو عيطت؟؟ - هكاول اسكتها و لو معرفتش همشي المهم احاول - ديه السنيما بعيده حوالي ٣٠ دقيقه مشي - انا ورايا ايه. - ربنا معاكي  استيقظت مبكرا يوم السنيما، ارضعت لينا و البستها و قبلت ارجلها لعل و عسي اصعب عليها و تبقي كويسه. خرجنا كان الجو بارد و هناك مطر خفيف لكن روح الاستمرار داخلي كانت اقوي من ان يستوقفني اي شئ. في وسط الطريق و حينما تكون بمفردك و ليس معك شخص "يلهيك" تاتي اليك من حيث لا تدري افكار سيئه و محبطه تجعلك تشك في نفسك و في قدراتك و تتمني ان تلقي بنفسك امام الاتوبيس و تخلص " ايه الي انا عملتوا في نفسي ده ؟؟ انا هبله و لا ايه؟ اخذ لينا في اول تجربه ليها في السينما بمفردي. و لو خافت من الظلمه؟ هخرج؟ بلاش خافت، جاعت و اعدت تعيط في حته مهمه و خرجت عشان ارضعها... مش كنت فضلت في بتنا بكرمتنا ... الف و ارجع؟ مكان من الاول ... لا انا نزلت خلاص لو فضلت اقول كده مش هعمل حاجه في حياتي. انا هروح و الي يحصل يحصل و ربنا معنا ان شاء الله. رغم كل هذه التخوفات الا ان روحي المعنويه كانت مرتفعه. عند اللحظه التي تتحولي فيها من مدام الي مدام و ام تتحول معها بعض الاساسيات الي رفاهيه. فمثلا النوم رفاهيه بدل من ٨ ساعات نوم ٣ ساعات متقطعين كفايه ليبقوقي حيه، الحمام رفاهيه خلاص لقد ذهبت و ولت ايام الجلوس تحت الدش ساعتين ١٠ دقائق اكثر من كفايه. اما بالنسبه للطعام و الشراب فالبارد يشرب ساخن و العكس صحيح. وسط كل هذه الظروف عندما اقرر ان اذهب الي السينما فهو حلم مجرد احتمال حدوثه يشعرني بالسعاده. هناك شئ اخر، عندما تكون في بلد غريبه بالنسبه لك و في المرحله الاستكشاف يصبح الذهاب الي مكان جديد مغامره و كلما كان المكان ابعد و المده الاستكشافيه اطول يزيد من الشعور بالمغامره. نعم هذة المفردات كانت تصف حالتي ... رحله ... مغامره ... استكشاف ... انجاز.  دخلت السنيما و احسست بفرحه غامره و كانها اول مره ادخل السينما. ياااااه ده الرجال بتاع الفشار و الله ليك وحشه.  - تذكره لو سمحتي - انت طالبه او معك كارت تخفيض - لا في الحقيقه - فيلم ايه؟  " ايه ده !!! انا مفاكرتش هدخل فيلم ايه. انا معرفش ايه الموجود في السينما ... اي حاجه مش مشكله ... طيب اي حاجه ايه الست واقفه مستنيه ..."  نظرت نظره سريعه خلف السيده حيث افيشات الافلام الموجوده حالياً بالسينما فاذا بفيلم لجوليا روبرتس.  - فيلم ميرر ميرر - من فضلك اترك العربه مع الحارس احنا اسفين جدا هذه اجراءات امنيه ضد الحريق. " ده علي اساس لو قامت حريقع في السينما المشكله الوحيده الي هتقابلني هي العربه." - لا ابدا ما فيش مشكله - شاشه رقم ٧ " يااا الشاشه كبيره اوي و لا وانا الي نسيت شكل قاعه و شاشه السينما عمله ازاي؟ اخر مره رحت فيها السينما كنت حامل  في الثامن و كانت رجلي ورمه و ظهري وجعني ... هو انا كان ايه الوداني السينما و انا حالتي سيئه كده و شكلي ميسرش ... نفس السبب الي وداني السينما النهارده عدم الاستسلام لوضع معين" في الحقيقه الفيلم لم يكن افضل فيلم شاهدته علي الاطلاق لكن احساس النصر كان الاول و الاحلي و الفريد من نوعه. نعم النصر ... لقد اجتزت الصعاب "الفضايح الي ممكن تعملها لينا" و تغلبت علي المعوقات "ان مفيش حد يساعدني و ياخذ باله من لينا" و صعدت قمه الجبل "رحت السينما" و رفعت رايه النصر "قطعت تذكره حفله الواحده ظهرا". بعد انتهاء الفيلم انسابت من عيني دمعه فرحه فتوجهت الي السيده التي تصنع مشروب الشوكلاته الساخنه و تناولت منها الكوب. في صحتكم.

Monday, 9 April 2012

ىومىات أم مغتربه 6


مر شهر علي سعاد في الغربه, اصبحت أكثر تاقلما بل بدأت تشعر بالألفه, يمكنها الأن القول أن هذا بيتها و هذا شارعها. بدأ هذا الشعور يتأكد عندما استوقفها بعض الأشخاص يسألونها علي صيدليه قريبه من المكان فوجدت نفسها تدلهم علي أكثر من واحده, هذه الواقعه جعلتها تشعر بشئ من السعاده, فسعاد التي كانت لا تتخيل الخروج من المنزل من غير عسوي و لا تعلم كيف تحمل سله السوبر مركت و ترعي لينا في وقت واحد أصبحت الأن متمكنه و يسألها الناس عن أتجاهات الشوارع.
لكن هذا لم يعد طموح سعاد, يمكن في بدايه الغربه كان حلما صعب حدوثه أو توقعت حدوثه بعد فتره أطول من ذلك, لكنها الأن تطمع بأن يكون في حياتها شئ يخصها وحدها. هي أم و علي الأستعداد أن تضحي بكل ما تملك لبنتها و زوجه لرجل تعلم جيدا أنه في مهمه شاقه و يحتاج الي دعمها. لكن الا يجوز وسط كل هذه المسؤليات أن يكون هناك جزء لها وحدها, حدث يشرعها أنها تصنع شيئا, تنتج شيئا, تكون جزء مشارك في الحياه اليوميه للمجتمع التي تعيش فيه ليس من خلال زوجها أو أبنتها, ذلك الألزام الذي يجبر الأنسان أن يلتزم بمعاد محدد و يعمل بكل جد و جهد لأتمام مهمته قبل الميعاد و بعدها يشعر بأنه أتم ما عليه. كم كرهت هذا الألزام عندما كانت تعمل و كم تشتاق اليه الأن, كانت سعيده في بدايه أجزه الوضع بشعور عدم الأجبار علي الألتزام بالمواعيد و كم تشتاق اليه الأن.
أخذت تفكر سعاد بالهوايات التي طالما أحبت أن تمارسها و لكن عند كل هوايه كانت لينا العائق لممارستها الي أن أهتدت للطبيخ. "أنا طول عمري بحب أعك في المطبخ, صحيح الناتج كان بيبقي ذي عميله ... عك, بس أنا لم يكن عندي وقت للتعلم, ليه لأ؟؟ ممكن أتعلم طبيخ غريب هنا و لما أرجع مصر أفتح كافيه مثلا ... أيوه ... كافيه النجم عشان ديه الكلمه المفضله لعسوي بيقولها لكل الناس ... ولا كافيه الميدوز علي أسم الحديقه الي أمام المنزل. بس أنا مش هقدم شيشا ... ولا بلاش كافيه أصبح منتشر في مصر. ممكن مخبز يصنع الجاتوه و الكوكيز أصل الكوكيز هنا تحفه ... و لو كرنفال يفلس و يطلب أنه يضم سلاسل محلاته معي ... "
أفاقت سعاد من الحلم الذي كان بنقصه ديكور المخبز و قررت أن تبدأ بالأساسيات و هي غذاء اليوم الذي لم تعده بعد. أتصلت بعسوي علي الفور
-          - ألو ... عس عس
-          - أيوه يا سعاد في حاجه؟؟ أصلي مشغول
-          - أنا نزله أجيب حاجه الغذاء ... تحب تأكل أيه النهارده
-          - أي حاجه ... بس أنا جعان و عايز أكله حلوه عشان النهارده كان يوم سيئ.
-          - مانفسكش في حاجه معينه ...  قول بس ...
-          - مش قادر أفكر يا سعاد بس يلا أنجزي أنا جعان
-          - حاضر لما أخلص الأكل هكلمك
ذهبت سعاد الي السوبر مركت بعد أن قررت أن تعد فاهيتا الفراخ التي تعلمتها من أمها. هي سهله التحضير و لن تأخذ أكثر من 30 دقيقه. في البدايه فقط سوف تبدأ بالسهل الي أن تصنع المحمر و المشمر بعد أن تتمكن في الطبيخ. حسنا, لقد جاءت بالخضروات و الفراخ الخليه, يبقي البهرات. وعندما وصلت عند البهرات وجدت علي الرف المواجه للبهرات فاهيتا جاهزه تبدو من صوره الغلاف أنها لذيذه جدا. " أمممممم, أيه يا سعاد؟؟؟, هتعمليها ولا تنجزي و تجيبي الجاهزه؟؟ و بعدين دي أنجليزي يعني مستورده في مصر أكيد هتبقي حلوه, و سهله مش مطلوب منك غير أنك تحطي التوابل علي الفراخ في الفرن و بعد 12 دقيقه هتبقي زي الفل. بدل ما تعملي واحده و تطلع عينك و عسوي يبهدلك و هو جعان و لما بيبقي جعان أجارك ألله. جري أيه يا سعاد ... و مشروع المخبز؟؟؟ لو لم تبدأي الأن لن تبدأي أبدا, لازم المخاطره عشان الجنين يعيش أقصد أبدأ مشروعي ... أعمل أيه؟؟ أعمل أيه؟؟" . ظلت يد سعاد معلقه في الهواء أمام الفاهيتا الجاهزه و الصراع النفسي يدور بشده داخلها حتي أنها أنفصلت عن العالم الخارجي و لم تعد تسمع أو تري أي شئ ألا علبه الفاهيتا الجاهزه. أفاقت سعاد علي صوت سيده تستأذنها للمرور لأن عربه لينا تعوق الطريق. عند هذه اللحظه قررت سعاد ألا تشتري الفاهيتا الجاهزه و أن تصنع واحده بنفسها.
رجعت سعاد الي البيت و هي لا تعلم أن كان القرار الذي أتخذته صحيح أم لا, و لكن لم يعد للندم مكان الأن فليس أمامها ألا أن تصنع الفاهيتا. أخذت تقطع الخضروات و تتبل الفراخ ... هل نضجت الفراخ أم لا؟ كيق لي أن أعلم فهذه هي المره الأولي التي تعد فيها أي شئ له علاقه بالمطبخ. و بعد أن أنتهت من أعداد الفاهيتا أتصلت بعسوي
-          - ألو ... عسوي
-         -  أينعم
-         -  تعال يالا الأكل جاهز
-          - عملت لنا أيه؟
-          - فاهيتا
-          - ربك كبير يا سعاد
-          - أن شاء الله هتبقي حلوه
-          - طيب جبتي حاجه حلوه ... و لا كله ضرب ما فيش شتيمه؟؟
-          - جبت كوكيز
-          - طيب أنا في الطريق
وصل عسوي المنزل و وجد سعاد تحضر المائده.
-          - أسخن الأكل؟؟
-          - أيوة بسرعه أنا مستعجل
وضعت سعاد الأكل علي المائده و أخذت تراقب عسوي و هو يأكل. بدأ بأكل السلاطه و لم يأكل الفاهيتا بعد. هاهو يضع في فمه أول قطعه من الفاهيتا. أتسأله الأن عن رأيه ؟؟ ليس بعد فلم يمر ثوان علي مضغها. لماذا يأكل سريعا؟؟ هكذا لن يستطيع أن يتذوقها
-          - أيه أخبار الفاهيتا؟
-          - حلوه
-          - حلوه أوي و لا حلوه بس
-          - كويسه
-          - مش فاهمه أنا بقول حلوه و لا حلوه أوي و أنت بتفول كويسه
-          - أيه السؤال ده يا سعاد؟ حلوه ... كويسه
-          - يعني زي فاهيتا بتاعت مامتي
-          - يعني ...
-          - يعني أيه؟
-          - سعاد أنا جعان و ورايا حاجات كتير و مش قادر أفكر
-          - طيب خلاص.
أصيبت سعاد بالأحباط بعد هذا الحوار " أهذا يعني أني لست ماهره في الطبيخ, بس أعمل أيه؟ أيه الي ممكن يملئ وقتي بشئ مفيد دون أن يعطل مهمتي الأساسيه كأم؟ و لا لا يوجد شئ بهذه المواصفات؟ أنا أعلم جيدا أن الطبيخ مش لعبتي. عندي طموح أن أنتج شئ, أكيد أنا جيده في شئ ما و يكفيني شرف المحاوله. لن أيأس سأبحث عنه حتي أجده و سأجده بأذن الله."


Friday, 6 April 2012

يوميات ام مغتربه -٥ ب

و ها هو عريض المنكبين مفتول العضلات، مروض الاسود، قاتل الحشرات و صائد الفئران، هرقل زمانه يزلزل باب المنزل ليفتحه و يدخل ... ها هو يدخل من باب المنزل و هو يلوح بيديه الحامله لسم الفئران و في الخلفيه صوت الرعد يدوي في أرجاء المدينه، بطل مصر ... و ندهت الندهه الشهيرة - عسسسسسووووييييييييي - انت فين يا سعاد - أنا في غرفه النوم يا عسوي علي السرير - طيب هضع السم و أجي لك وضع عسوي السم و دخل غرفه النوم وجد لينا في حضني و أنا جالسه في وسط السرير لا أتحرك، عيناي مدورتان و جسمي متخشب. - يا بنتي لا تخافي ده فار جاء يستكشف المنزل و لم يجد شئ فخرج - و انت عرفت ازاي؟؟ - لا يوجد طعام خارج الثلاجة و احنا محافظين علي نظافه المكان هيعيش ازاي من غير اكل رغم ان كلام عسوي لم يقنعني أوي الا أني اردت ان أصدقه حتي انتهي من حاله الرعب التي اعشها. بس برده أنا لسه مش قادره أتحرك ... أنا مش قادره انزل علي الارض. - يا سعاد لا تخافي  - انت ليه مجبتش مصيده او لاصقه ... أنا اسمع ان السم ليس الحل الامثل  - لا يوجد محل فاتح الان غير السوبر مركت و لم يكن عنده غير سم فئران. غداً نشتري مصيده. نامي بقي عندي شغل كثير كان يجب ان اكمله اليوم و جأت بسبب الفار. هستيقظ غداً و اكمله. لا اعلم كيف نمت، تقريبا من كثره الرعب استنفذت كل قواي و لم يعد لدي جهد. استيقظت في الصباح و أنا لست خائفه بنفس درجه الليله السابقة. لكن هذا ليس معناه ان استيقظ وحدي. صحيت عسوي بحجه انه لازم يصحي حتي يكمل مذاكرته - عسوي ... اصحي الساعة بقت ١٢ الظهر - احلفي - ١٢ الا ١٠ دقائق ... اصحي عندك شغل كثير - طيب اعملي لي الفطار عشان انزل بسرعه فطار يعني مطبخ، و مطبخ يعني فار ... لا مش قادره. ندهت علي عسوي و صوتي يدعي البراءة. - عسوي - هههههممممم (بعصبيه) - (بابتسامه علي وجهي) ما تدخل كده تلقي نظره علي الفار؟؟؟  - هههههممم حاضر دخل عسوي و خرج.  - لا يوجد شئ - أكيد؟؟؟ - ايوه أنا قلت لك ده فار طالع حمله أستكشافيه و لما شافك و لم يجد طعام مشي - عسوييييييييي - إيه تاني؟؟؟؟ - تعالي معي و أنا احضر الفطار مش قادره ادخل لوحدى - طيب ... اغلقي باب المطبخ عشان لا يطلع شئ علي لينا - اييييييييههههه !!!! يعني في فار ... أنا كنت حسه انك بتضحك عليا ... كده يا عسوي ... هنت عليك. -  لم اضحك عليك و لا حاجه. مش فيه فار دخل امبارح ... احتياطي بس مش اكثر - اه يا عسوي لو طلع علينا الفار ... و المطبخ كله متر * متر أنا ممكن أموت  - الفار بحجم الصرصار تموتي إيه بس !!! ده هو الي يخاف منك - طيب يالا دخلت المطبخ و لا إراديا لم استطع ان أضع قدمي كلها علي الارض فأصبحت أتحرك علي أطراف أصابعي، و جأت فكره سيئه جداً، أكيد الفار بيشم رائحه الادرنالين التي اصبحت تفوح مني من الرعب ... هو لو ذكي هيهجم علي طول ... بس لا احنا البشر اذكي منه، هو ان شاء الله غبي و مش هيطلع. بس بس يا سعاد بهذه الأفكار ستقتلي نفسك بنفسك ... لا تفكري و انهي هذه اللحظه بسرعه ... بسسستت هوبه هوبه مفيش حاجه. - عايز تفطر إيه ؟؟؟ - توست محمص و جبنه - طيب ما تشرب لبن من الزجاجة ؟؟؟ خليك خفيف عشان تعرف تذاكر - سعاد ... انجزي أعددت الفطور و خرجت سريعا من المطبخ. سجدت شكرًا و وجدت عسوي يستعد للخروج - رايح فين يا عسوي؟؟ - الجامعه - و هتسيبني أنا و لينا مع الفار؟؟ - لا تخافي ... اغلقي باب المطبخ و ضعي كرسي خلفه. قررت ان اخرج و لا اجلس في البيت. الجو حلو ربنا يترك دائماً نافذه مفتوحه. خرجت ... بس اروح فين ؟؟؟ اشتري لاصقه للفأر ... ربنا يخلصنا منه علي خير. اشتريتها بعد مباحثات مع العامله في المحل، كلمت عسوي و اتفقنا علي ان نضع اللاصقة الان لعل و عسي نخلص منه قبل حلول الليل. وضع عسوي اللاصقة  - أنا نازل  - و أنا كمان - ليه؟؟ - تغير - ونبيييي ؟؟؟؟ - أنا مش مستريحة و أنا في المنزل وحدي مع الفار - طيب نتقابل بالليل ذهبت الي المحلات (شوبينج) و الحقيقه انها خففت عني حاله التوتر. ثم جاءت الساعه السابعة مساء و أغلقت المحلات و كان لا مفر من العوده الي المنزل، لينا جائعه و الجو اصبح بارد جداً. دخلت الصاله و اقتربت من باب المطبخ و سمعت صوت أشبه بصوت العصافير ... لكنه ليس صوت عصفور. الصوت خارج من المطبخ ... ممكن يكون الفار؟؟ كلمت ماما و قالت لي غالبا هو الفار يصرخ للنجدة ... يعني هو حاليا ملصق بالورقة .... ايووووووه ... لقد وقعت في الفخ أيها الفار اللعين تبا لك. كلمت عسوي و قال لي انه في الطريق. جلست اسمع صوت الفار، أصرخ يا حبيبي أصرخ، كفر عن ذنوبك، سمع أصدقائك و قول لهم لا تدخلوا هذا المنزل ... عشان عسوي هيقطعك حالا ... ثم جاءت فكره من الأفكار الغربيه التي لا اعلم من اين تأتي ... ماذا لو دخل احد أصدقائه ينقذه ؟؟؟؟ كلمت عسوي علي الفور - عسوي تعالي بسرعه قبل ان يأتي أصدقائه لنجدته - أصدقائه إيه بس يا سعاد لو مسكنا واحد عمر ما فار هيدخل أبدا - انت عندك إجابات لكل الاسئله و واثق جداً بها.  - أنا في الطريق دخل عسوي المنزل و قتل الفار قتلا سريعا تسلم يدك يا ابو الاسباع. قرر عسوي خبير الفئران بان نكشف عن مكان دخول و خروج الفار و نغلقه و لكن هذا سيكون بعد الانتهاء من الامتحانات. حاليا نضع كرسي خلف باب المطبخ و نطرق الباب قبل الدخول عشان لو في فار يخاف و يمشي، و لو حد نسي يخبط التاني بيفكره. 

Wednesday, 4 April 2012

يوميات ام مغتربه -٥ أ

 في هذه المرحله من الغربه "الي أنا فيها دلوقتي" بتبدا ظهور الحياه اليوميه يعني بمعني اخر يومي اصبح له ملامح، الصبح احضر الفطار و بعدين لو الجو حلو ممكن انزل اتمشي شويه في حديقه الميدوز امام المنزل، و بعدين أتوجه الي السوبر مركت عشان أجيب حاجه الغذاء و لا يمنع ابدا شويه شوبينج، عسوي يصل للغذاء ياكل و ينزل لاستكمال مشوار كفاحه و انهي يومي بالقراءة او الكتابة او مشاهده فيلم. طبعا وسط كل هذا غيار لينا، رضاعتها، حمامها ... الخ . ووسط كل هذه الاحداث يصبح الشعور بالغربة حنين الي لمه في الصاله عند جدتي مع ناديه و مرسي و شادو، في نسكافيه و رغي مع امي، في متش تنس ما بابا يوم الجمعه الساعه ٧ صباحا، في خروجه مع أصدقائي في كافيه ... عندي حنين لكن عندي حياه أيضاً، شعوري بالحنين لم يعد يقتل حياتي. و حتي لا استسلم للحنين املئ حياتي بتفاصيل، مثلا بدل ما أخذ الطريق الصحيح للوصول الي السوبر مركت أخذ طريق اخر لم اسلكه من قبل حتي اكتشف المدينه. كل يوم اجرب اطبخ حاجه جديده. و كلما شعرت بالتعب اعرف أني تعلمت حاجه جديده و ان عقلي عاش تجربه مفيده.  لسه عسوي خارج حالا وراه مذاكرة كثيره و الامتحانات علي الأبواب، لما انشر الغسيل و أغير للينا. عظيم، نشرت الغسيل و أرضعت لينا و غيرت لها و البيت منظم و الأطباق نظيفه ... عايزه اقوم اعمل نسكافيه و اكتب شويه، مش قادره بصراحه ... طيب ٥ دقائق ... أنا هجلس علي الأريكة ... إيه الصوت ده يا سعاد ... ده ؟؟؟ لا لا مش هو أكيد لا ... لا لا لا ... ده هو يا سعاد ... فففففاااااااااررررررر، أنا شوفته بنفسي ... ففففااااااررررر ... هو بغبوته و ذيله الطويل ... فففففااااااررررررر اااااه ... يا ربي يا ربي يا ربيييييييييييييي ... اعمل إيه أعمل إيه اعمل اييييييههههه ؟؟؟ ده طلع من المطبخ و دخل تاني ... يا حلولي يا حلولييييي ... أنا هموت هموت ... بلا تجارب بلا زفت ... بنتي بنتييييييي ... فين موبيلي؟؟؟؟ ده في المطبخ مع الفار !!!! لااااااااااااا مش هروح له ... أنا معي الايباد بس هكلم عسوي ازايييييي .... يا ربيييييي يا ربيييييي ... بسم الله الرحمن الرحيم ... ااااااه ... ده مش عفريت عشان ينصرف بس اسم ربنا يقويني أنا همووووتتت ...  فضلت اكرر المقطوعة الموسيقيه السابقة حاجه فوق العشر مرات و اجري في مكاني. كل هذا لم يتعدي ال ٧ ثوان حتي اهداني ربي أني ادخل حجره النوم مع لينا و اغلق الباب. أغلقت باب الصاله و حجره النوم عشان أصعبها عليه لو حب يجئ، أخذت لينا من سريرها و جلسنا سويا علي سريري ... هذه هي حدودنا الجغرافيا التي لن نتعداها الا لما يصل العسوي. فتحت الايباد و أرسلت لعسوي رساله علي الفيس بوك هو احيانا يفتحه بجانب المذاكرة (افتح سكاي بي في فار و الموبيل في المطبخ). كلمت أمي علي ألكساي بي - مامممممممماااااااا - (و الهلع في صوتها) في إيه؟؟؟ - في فار و الموبيل في المطبخ و مش عارفه اصل لعسوي، كلميه و قول له - حاضر حاضر. هكلمه و اكلمك تاني. طول ما أنا علي السرير أنا في أمان بإذن الله. أنا أمنت الحدود الشرقيه و الغربيه للسرير و عيني لا تفارق الباب ما هو لو دخل الفار هيبقي من الباب ... و لا في واحد تاني في حته تانيه ... يعني اركز فين؟؟؟ ... لاااا انا لم يعد عندي مقدره للصمود. بعد لحظات اتصلت بي أمي - هو عرف و في الطريق إليك، أنا لما كلمته كان بيجري قال لي هيجب سم و مش هيتاخر - طيب خليكي معايا يا ماما لحد لما يوصل - حاضر أرادت أمي ان تلطف الجو و ان تلهيني عن الفار فبدأت بفتح موضوعات مختلفه حتي اهدئ. - كانت حلوة البستا فلورا الي عملتيها يا سعاد - حلوة ... و هتبقي احلي لما يغور الفار. ماما عسوي وصل هكلمك و أطمئنك لما نعمل حاجه. شكرًا جداً يا أمي. - العفو يا حبيبتي ربنا معاكم. - أدعي لنا و ها هو عريض المنكبين مفتول العضلات، مروض الاسود، قاتل الحشرات و صائد الفئران، هرقل زمانه يزلزل باب المنزل ليفتحه و يدخل ... ها هو يدخل من باب المنزل و هو يلوح بيديه الحامله لسم الفئران و في الخلفيه صوت الرعد يدوي في أرجاء المدينه، بطل مصر ... و ندهت الندهه الشهيرة - عسسسسسووووييييييييي ........  لمتابعه قصه الفار انتظرونا في الحلقه القادمه

Monday, 2 April 2012

يوميات ام مغتربه -٤

مع مرور الوقت تبدأ الاحداث تقل و بالتالي الشعور بالزمن يقل. فعند الوصول كل شئ جديد و كل جديد معرفه و كل معرفه حدث و كل حدث يطيل الإحساس بالوقت. عشان لا أطول عليكم لان كلامي اصبح معملي فز اول ما الواحد يصل لمكان جديد بتبقي كل حاجه حوله جديده من اول مفتاح باب الشقه الي لسه مش عارف طريقه فتحه كويس لحد علبه اللبن الي علي رف السوبر مركت الي بيقراء الكلام قبل ما يشتري العلبه مش مجرد من الشكل بيعرف انه هو ده طلبه. فبالتالي بيكون من غير ما يدري في حاله استيقاظ اكثر من المعتاد و هذه الحاله تعطي إحساس اطول للوقت و إجهاد اكثر من المعتاد مع شعور ان كل ما حوله غريب يعني تقدر تقول ان هذه هي أسوا مرحله في الغربه. في ناس هتقول" ده تغير ناس كثيرة بتلجا اليه لكسر الملل " لكن هناك فرق ما بين حاله تعيشها لفتره قصيره و الرجوع للحاله الأساسيه و ما بين التغير من حاله الي حاله. بس مع الوقت تبدأ العين التعود علي الاشياء و عقلك يتصرف لوحده دون تركيز مع الشعور بالالفه فتبدأ الامور في تحسن. و علي رأي هنادي بنت خلتي و هي خبره قديمه في الغربه لما سألتها هفضل في الحاله الزباله ديه لحد أمتي ردت " الخروج من الحاله الزباله ديه متوقفه عليك يعني مثلا لو وضعت ملابسك في الدولاب و الدنيا اصبحت منظمه و رايئه الحاله هتتحسن ٥٪ لو شغلتي مزيكا هتتحسن ٥٪ و خمسه علي خمسه هتلاقي نفسك أحسن" قلت فعقل بالي هو أنا هفضل الم في خمسات بس الحقيقه هي طلعت صح فضلت الم في خمسات و ربنا بعت لي خمسات لما الجو تحسن و حصص لينا فأصبحت الحاله جيده الحمد لله. و من ضمن الخمسات الي جأت لي هي خروجات و عزومات أصدقاء عسوي في الجامعه. العزومه بالنسبة لي يعني هلبس إيه؟ يعني اعمل حاجه حلوة بدل ما اشتري (تعطي إحساس اكثر بالاهتمام و كمان تأكل من الوقت) و الحاجه الحلوه ديه يعني مشوار للسوبر مركت اشتري حاجتها ... تقدري تقول انها تأخذ نصف اليوم. و اول عزومه كانت عند أشقانا اصحاب البشرة الصفراء و تويوتا ... اليابانيين. قلت هدخلهم بالحته الثقيله الخبرة الكبيرة البستا فلورا عمرهم ما سمعوا عنها و سرها في مربتها يعني من الاخر مفيهاش فن. كلمت ماما أخذ منها النصائح قالت لي اليابانيون يقدرون الزهور اشتري مع البستا فلورا باقه زهور. المهم اشتريت حاجات البستا فلورا و عملتها، وضعتها في الفرن و قلت أخذ حمام سريع. خرجت علي ريحه شيييااااااطططط. البستا فلورا اصبحت بستا محروقة طبعا كلمت مين ؟؟؟ عسوي هو أنا لي غيره. و بصوت المعتاد بتاع كل مره  - عسسسووويييييي - خيييرررررر - البستا فلورا اتحرقت يا عسوي سكوت للحظه عسوي مصدوم و مش لاقي حاجه يقلها - طيب معلش هتعمل إيه - لسه باقي عجينه تكفي واحده اخري بس المربي هتبقي قليله شويه  - هتلحقي ؟؟؟ العزومه كمان ٣٠ دقيقه - ربنا يسهل - طيب طمنني و مترميش البستا. - ماشي ربنا سهل و لحقت اعمل واحده اخري. البست لينا و لبست أنا كمان بلوزه لطيفه و شراب لون البلوزه (عشان اليابانيين بيخلعوا ألجزمه عند الباب فلازم الشراب يبقي كويس) المهم دخلنا و اعطيت موزوكي الزهور و البستا فلورا، شكرتني و دخلنا المنزل. البيت زي الفل و رائحه الطعام حلوة جداً مع انني اول مره أتناول اكل ياباني الا ان الرائحة كانت بلا شك رائحه يابانيه جداً، يمكن رائحه الأرز ؟؟؟ المهم تناولنا الطعام و كانت لينا مصدر الاهتمام عند الجميع يلاعبونها و هي تنظر اليهم مندهشه و لا تضحك. المهم شعرت انه حان وقت أغير للينا الحفاضه استئزنت و دخلت الحمام و اذا بلينا مبهدله الدنيا.  انظر اليها نظره اعمل إيه دلوقتي و هي تضحك. و لم يكن أمامي الا ان أغير لها ملابسها و عندما استجمعت قواي راحت مرجعه علي الارض و سجاده الحمام ... الله يكسفك يا شيخه الست محسوكه و فله في بيتها. و كان النداء الالهي فتوجه عسوي لا إراديا الي الحمام و سمعني و أنا بقول ععسسسسوووييييي. دخل و الحمد لله انقذ الموقوف و استطعنا اننا نحفظ ماء الوجه الي حد كبير. جاء وقت الحلو و البستا فلورا احتذت إعجاب الجميع الحمد لله و خلصوها و راس مصر ارتفعت الحمد لله و قد حان وقت الانصراف و كفيانا فضائح لحد كده. و بالرغم من المصاعب و الفضائح التي وجهناها في هذا اليوم الا يجب أن آري الكوب المليان من التجربة. فانا تعرفت علي أصدقاء جدد و كسبت بستا فلورا هنحلي بها الكام يوم التاليين في البيت.

Saturday, 31 March 2012

يوميات ام مغتربه -٣

ول تجربه لوحدي في الغربه ... برافوا يا سعاد استمرى.  فضلت اشجع نفسي و اقول امام المريا ... أنا كويسه ... أنا زى البمب ... أنا زي الحديد. إيه يعني الي حصل. هذه تجربه لا ينالها الكثير، قد تكون صعبه في الاول لكن أكيد نتعلم حاجات كثيره لو كنت بمصر لم اكن لاعلمها أبدا. و الخروج و السعي للاختلاط بالناس و بالحياه هنا سوف يزيد من ثراء هذه التجربة فلابد الا استسلم لهذه المشاعر السلبيه وانطلق بكل حماس و لا ادع لحظه تمر دون ان تكون مفيده و ممتعه. استمتعي بما حولك، استمتعي بلينا، استمتعي بالشوارع الجميله، تعلمي الطبيخ عشان فضحتك بجلاجل في مصر ... هذه فرصه لا تعوض ... تمتعي ... استمتعي ... افقت علي صوت عسوي و هو يفتح باب البيت. رحت مفتوحه في العياط و نسيت كل الكلام الي في الفقره السابقة. - عسسسوويييييييي  - مالك ؟؟؟؟ في إيه؟ أنا عارف انت حسه بايه. موحوده مش كده - ايوه بالظبط - معلش هي الفترة ديه كده. انت مش فكره اول لما جئت كنت بحط أغاني كئيبه علي الفيس بوك. - اه  - انت بس اول لما تتعرفي علي أصدقاء الشعور ده هيروح - ايوه بس هتعرف عليهم فين؟ - أنا اتفقت لك مع واحده ست اسمها "جو" بتعطي حصص للأطفال في عمر لينا كلميها و ادخلي علي الإنترنت و شوفي النشاطات الي ممكن تمارسيها. مكدبتش خبر كلمت جو هي ست لطيفه جداً و مرحبه و اتفقت معها الحصه القادمه يوه الثلاثاء الحاديه عشر صباحا.  استيقظت كانه اول يوم بالمدرسة في العام الدراسي الجديد. لبست لينا و ارضعتها و خرجنا. الجو بارد لكن مفيش حاجه هتوقفني. أنا وصلت المكان حسب وصف جوجل ماب بس أنا مش شيفه اي علامه او حاجه تقول هذا هو المبني. لحد لما لقيت ست بتدفع عربه بها طفله. امممسسسسكككك يا ست ... يا مدام  - من فضلك هو حضرتك ذاهبه الي بيبي سنسوري كلاس؟؟؟ - " و الابتسامه تعلو وجهها " ايوه تعال معيا من هنا - شكرًا. دخلت الغرفه أنا و لينا و جدت أطفال كتير في نفس عمر لينا تقريبا. لينا جلها حاله ذهول من الألوان و الأشكال الموجودة في الغرفه و الحاله ديه فضلت معها لحد لما خرجنا. الحاله ديه كانت عندي أنا كمان المكان كان شكله حلو أوي. الناس شكلها سعيد الكل يضحك و يتعرف علي الاخر. جلست أنا بعيد وحدي مع لينا مكسوفه و بتعرف علي الجو المحيط.  كانت حصه لطيفه و لينا كانت محترمه الحمد لله. أخذنا نلعب و نغني و مع أني لم اكن اعرف معظم او كل الاغاني لكن فعلا كان وقت لطيف. و بعد انتهاء الحصه نامت لينا كانها عملت مجهود جبار. سجدت شكرًا لله و دخلت اول كافيه قابلني في السكه. أكلت كوكيز و قرات كتابي بحيره المساء الي مش مكتوب له يخلص السنه ديه (كل ما امسك الكتاب لينا يتعيط تبقي عايزه تغير). و بعد فتره مش قصيره (و مخلصتوش برده) توجهت الي السوبر مركت و اشتريت بعض الاشياء و رجعت المنزل لاعداد الطعام. اقدر اقول ان ده اول يوم عدي سريعا و اصبحت اكثر تفاؤلا بل عندي طموح أن تكون هذه الفترة من حياتي مميزه بشكل عام لأسرتي و بشكل خاص لي أنا. 

Monday, 26 March 2012

يوميات ام مغتربه -٢

خرج و اغلق باب الشقه وراه و تابع صوت إغلاق باب الشقه سكون قاتل ... و هنا تبداء يومياتي. وههووووببببب عشان الهوب متخليشة الدمعة تفط. بس هوب إيه ده ولا حتي مسابقه كتم النفس هتخلي الدمعة متفطش. و ديه كانت اول مره اعرف يعني إيه غربه. مع انها لم تكن اول مره أسافر فيها بره مصر لكنها لم تكن فسحه. الغربه يعني أمامك شوارع جميله، نظيفه وتحترم اداميتك لكنها ليست ملكك. الغربه يعني ناس شكلها محترم و يحترمونك، يضحكون في وجهك و يساعدونك في اي شئ بس هم ليسوا اهلك. الغربه يعني لو حصل مكروه لا قدر الله هكلم البوليس مش أمي او جرتي او صحبتي يساعدوني. الغربه يعني فسح كثيره و حلوة جداً بس مش معاك اهلك او أصحابك فيها. الغربه شعور رهيب بالوحدة و العذله. استسلمت لهذا الشعور لمده ثلاث ايام و الحقيقة ان عسوي قدر شعوري و وقف بجانبي، بس هو معذور عنده مشاغل كثيره و أمامه مهمه صعبه فكان علي الاعتماد علي نفسي و تخطي هذه الازمه بمجهود. استيقظت في الصباح مش الباكر أوي اصل النوم متعه لا تعوض و انتي ام لطفله في عمر لينا. تناولت فطوري، أرضعت لينا و غيرت لها ألحفاضه، صليت ادعوا ربي بيوم لطيف و خرجت. أنا محتاجه إيه؟؟؟ بعض المشتريات للمنزل و ملابس للينا. الله الجو لطيف الشمس مشمسه و الهواء نقي زي الكتاب مبيقول. عسوي قال لي علي شارع اسمه يرنسس ستريت فيه كل محلات الملابس المعروفة و الغير معروفه، هو بعيد شويه بس أنا ورأيا إيه؟  ملحوظه غريبه الاطفال كلهم سكتين و متفرجين. مفيش عيل بيترمي في الارض و شبطان في لعبه و لا ام بتجر ابنها من الارض و تقول له " و ديني و ما اعبد ان لم تتلم لنكون مروحين و مش نزلين تاني " هو في حاجه في الجو و لا في المياه ولا إيه بالظبط ؟؟ حاجه تانيه الجو مشمس و لطيف لكنه شتاء، العيال مش متكلفته زي عندنا، يبدوا انهم يرتدون طبقه او أثنين بالكثير. مش زي عندنا العيل من دول تلاقيه لابس ١٠٠٠٠٠ حاجه و مش عارف ينزل ذراعه من الهدوم.  اه وصلنا الشارع، في حاجات كثيره غاليه و رخيصه بس مهما كانت ميزانيتي هلاقي الي أشتريه بجوده حسنه و معقوله مش زي عندنا تحمد ربنا اننا كسناك بالميزانيه بتعتك. النزوله لطيفه حتي الان تمكنت من شراء بعض اللوازم. بداء الجو يغيم و مطر خفيف يهطل ... مش مشكله أنا مكلفته لينا و معي بلاستيك لعربيتها. و اذا فجأه و من تحت البلاستيك صوت مش صريخ، صوت عويل، صوت ولوله، لينا فتحت فمها و مش هتغلقه. بس ليه أنا أكلتها و غيرتلها. يمكن عايزه تنام؟؟؟ حولت و بائت محاولتي بالفشل .  هرولت في شوارع ادنبراه تحت الغيوم و المطر و في الخلفيه عويل لينا الذى لا ينقطع و في راسي اغنيه أنا من البدايه يا غربه بتحمل و بالتحديد الحته الي بيقول فيها " و اه اه اهههههههه" ابحث عن مكان اختبئ فيه و أتصرف لم اجد. بداءت ادفع العربيه في شكل زيج زاج لعل لينا تتلهي و تسكت مفيش امل برده. باتصل بعسوي هاتفه مشغول كتيررررر كتييرررررر و في الاخر رد بمنتهي الهدوء  - الو  - عسسوويييييييييي ألحقني يا عسوي لينا بتعيط و مش بتسكت و مش عارفه اروح فين - و إيه المشكله ... عادي يا سعاد - لا مش عادي يا عسوي قول لي اروح فين أنا محتاسه - انت فين؟ -Princes street - طيب في كوستا قريب أقعدي فيه - أستني لينا سكتت ... ديه نامت ... طيب روح بقي كمل شغل عشان معطلكش و كنت بين ناريين اكمل الفسحة و اخلص مشترياتي بس لو لينا صحوت هتبقي فضيحه تتكلم عنها ادنبراه كلها و لا اروح و لو فضلت نائمه هتحسر علي الخروجه الي فشلت.  قررت اتحسر أحسن من الفضيحة، اشتريت حاجه الغذاء و رجعت البيت. صحوت لينا مع صوت فتح الباب، بس بدل متكمل ولوله نظرت الي و ضحكت بكل ما في وجهها، شفتيها، عينيها، حتي انفها ضحكت. كان المفروض اتعصب و انتحر بعد هذه الضحكة، بس في الحقيقه ديه كانت احلي لحظه في اليوم. اول تجربه لوحدي في الغربه ... برافوا يا سعاد استمرى. 

Saturday, 24 March 2012

يوميات ام مغتربه -١

الاسم: سعاد النجار  السن: ٢٦ سنه الحاله  الاجتماعيه: متزوجه و أعول طفله عمرها ٣ اشهر و نصف عسوي زوجي حصل علي منحه للدراسات العليا بادنبره ( يا جيباتك يا اسكتلندا ) كانت بطني قدامي شبرين و أنا بودعه في اول السنه الدراسيه و ها أنا بمطار القاهرة و معي ابنتي لينا و ننتظر ركوب الطائرة. مخبيش عليكم كنت مرعبه ... لينا صغيره جداً و الرحله طويله و إحساس الغربة ابتداء قبل ركوب الطائرة بس كان يهون عليا أنني سوف أقابل عسوي. يا بركه دعائك يا اما الرحله كانت رائعه، لينا نامت معظم الوقت و ناس كتير ساعدتني في حمل الشنط وفي بعض الاحيان حمل لينا شخصيا و هي تنظر اليهم بنظرتها المندهشه المعروفة. طبعا عسوي كان متخيل أنني سوف اكون في اكمل أناقة، شعري معمول عند الكوافير و لبسه الي علي الحبل. هي صحيح الرحله كانت رائعه و عظيمه بس ده مقارنه بالكابوس المتوقع حدوثه مع طفله عمرها ثلاث اشهر. عشان كده كنت لبسه اكتر حاجه مريحه " فاكيد اكتر حاجه مبهدله " و شعري كنت لماه كعكه عشان لينا متشدوش و كنت نائمه فى الطائرة فعينيا منفوختان. المهم بغض النظر عن هيئتي الا ان اللقاء كان حقيقي مؤثر حتي ان فتحت لينا فكها علي مصراعيه و كانها تنطق " جععععاااااااانننههههههه" بنظر خلفي فرأيت علامه baby care دخلت حاجه تشرح القلب نظيفه و بها كرسي مريح للرضاعة. قد إيه هؤلاء البشر يحترمون الطفل و الام، يعني أنا أخيرا هلاقي حد يحترمني. خرجنا من المطار الجو بارد جداً لكن محتمل الي حد كبير. أخذنا تاكسي حتي المنزل و ألقيت نظره سريعه علي البلد. تبدوا هادئه و قديمه و جميله جداً. كلمت ماما عشان اطمنها أني وصلت و كله كان الحمد لله كويس ردت عليا بصوت الترنك بتاع بلاد بره بيبقي عالي و ممزوج بدهشة و وحشه مع أني كنت معاها في الصباح.  قضيت اليومين التاليين في فسح و مشتريات للينا و أحسست انني في رحله و ليست غربه حتي جاء يوم الاثنين. استيقظت علي عسوي يهرع لارتداء ملابسه و هو يقول " قدامي ١٧ دقيقه علي المحاضرة " مع انه في مصر بعد معاد شغله ب ١٧ دقيقه بكون لسه بيدخل الحمام و بيقول لي اعمل لي فطار. المهم لبس و جري و قال لي نتكلم في break. خرج و اغلق باب الشقه وراه و تابع صوت إغلاق باب الشقه سكون قاتل ... و هنا تبداء يومياتي.