Monday, 26 March 2012

يوميات ام مغتربه -٢

خرج و اغلق باب الشقه وراه و تابع صوت إغلاق باب الشقه سكون قاتل ... و هنا تبداء يومياتي. وههووووببببب عشان الهوب متخليشة الدمعة تفط. بس هوب إيه ده ولا حتي مسابقه كتم النفس هتخلي الدمعة متفطش. و ديه كانت اول مره اعرف يعني إيه غربه. مع انها لم تكن اول مره أسافر فيها بره مصر لكنها لم تكن فسحه. الغربه يعني أمامك شوارع جميله، نظيفه وتحترم اداميتك لكنها ليست ملكك. الغربه يعني ناس شكلها محترم و يحترمونك، يضحكون في وجهك و يساعدونك في اي شئ بس هم ليسوا اهلك. الغربه يعني لو حصل مكروه لا قدر الله هكلم البوليس مش أمي او جرتي او صحبتي يساعدوني. الغربه يعني فسح كثيره و حلوة جداً بس مش معاك اهلك او أصحابك فيها. الغربه شعور رهيب بالوحدة و العذله. استسلمت لهذا الشعور لمده ثلاث ايام و الحقيقة ان عسوي قدر شعوري و وقف بجانبي، بس هو معذور عنده مشاغل كثيره و أمامه مهمه صعبه فكان علي الاعتماد علي نفسي و تخطي هذه الازمه بمجهود. استيقظت في الصباح مش الباكر أوي اصل النوم متعه لا تعوض و انتي ام لطفله في عمر لينا. تناولت فطوري، أرضعت لينا و غيرت لها ألحفاضه، صليت ادعوا ربي بيوم لطيف و خرجت. أنا محتاجه إيه؟؟؟ بعض المشتريات للمنزل و ملابس للينا. الله الجو لطيف الشمس مشمسه و الهواء نقي زي الكتاب مبيقول. عسوي قال لي علي شارع اسمه يرنسس ستريت فيه كل محلات الملابس المعروفة و الغير معروفه، هو بعيد شويه بس أنا ورأيا إيه؟  ملحوظه غريبه الاطفال كلهم سكتين و متفرجين. مفيش عيل بيترمي في الارض و شبطان في لعبه و لا ام بتجر ابنها من الارض و تقول له " و ديني و ما اعبد ان لم تتلم لنكون مروحين و مش نزلين تاني " هو في حاجه في الجو و لا في المياه ولا إيه بالظبط ؟؟ حاجه تانيه الجو مشمس و لطيف لكنه شتاء، العيال مش متكلفته زي عندنا، يبدوا انهم يرتدون طبقه او أثنين بالكثير. مش زي عندنا العيل من دول تلاقيه لابس ١٠٠٠٠٠ حاجه و مش عارف ينزل ذراعه من الهدوم.  اه وصلنا الشارع، في حاجات كثيره غاليه و رخيصه بس مهما كانت ميزانيتي هلاقي الي أشتريه بجوده حسنه و معقوله مش زي عندنا تحمد ربنا اننا كسناك بالميزانيه بتعتك. النزوله لطيفه حتي الان تمكنت من شراء بعض اللوازم. بداء الجو يغيم و مطر خفيف يهطل ... مش مشكله أنا مكلفته لينا و معي بلاستيك لعربيتها. و اذا فجأه و من تحت البلاستيك صوت مش صريخ، صوت عويل، صوت ولوله، لينا فتحت فمها و مش هتغلقه. بس ليه أنا أكلتها و غيرتلها. يمكن عايزه تنام؟؟؟ حولت و بائت محاولتي بالفشل .  هرولت في شوارع ادنبراه تحت الغيوم و المطر و في الخلفيه عويل لينا الذى لا ينقطع و في راسي اغنيه أنا من البدايه يا غربه بتحمل و بالتحديد الحته الي بيقول فيها " و اه اه اهههههههه" ابحث عن مكان اختبئ فيه و أتصرف لم اجد. بداءت ادفع العربيه في شكل زيج زاج لعل لينا تتلهي و تسكت مفيش امل برده. باتصل بعسوي هاتفه مشغول كتيررررر كتييرررررر و في الاخر رد بمنتهي الهدوء  - الو  - عسسوويييييييييي ألحقني يا عسوي لينا بتعيط و مش بتسكت و مش عارفه اروح فين - و إيه المشكله ... عادي يا سعاد - لا مش عادي يا عسوي قول لي اروح فين أنا محتاسه - انت فين؟ -Princes street - طيب في كوستا قريب أقعدي فيه - أستني لينا سكتت ... ديه نامت ... طيب روح بقي كمل شغل عشان معطلكش و كنت بين ناريين اكمل الفسحة و اخلص مشترياتي بس لو لينا صحوت هتبقي فضيحه تتكلم عنها ادنبراه كلها و لا اروح و لو فضلت نائمه هتحسر علي الخروجه الي فشلت.  قررت اتحسر أحسن من الفضيحة، اشتريت حاجه الغذاء و رجعت البيت. صحوت لينا مع صوت فتح الباب، بس بدل متكمل ولوله نظرت الي و ضحكت بكل ما في وجهها، شفتيها، عينيها، حتي انفها ضحكت. كان المفروض اتعصب و انتحر بعد هذه الضحكة، بس في الحقيقه ديه كانت احلي لحظه في اليوم. اول تجربه لوحدي في الغربه ... برافوا يا سعاد استمرى. 

No comments:

Post a Comment