Friday, 27 April 2012
يوميات ام مغتربه - ٧
لحظات تاريخيه لابناء مصر بخارجها
- حصول الدكتور احمد زويل علي جائزه نوبل في الكيمياء عام ١٩٩٩. في هذه اللحظه التاريخيه كان يتابع استلام الدكتور للجائزه ٨٠ مليون مصري و في داخلهم احساس انهم هم من نالوا هذه الجائزه. حقا انني كمصريه افتخر بان هناك شخصيه وطنيه، ناجحه، طموحه محبه لبلدها مثل الدكتور احمد زويل يريد لمصر النهضه و للبشريه ان ترتقي. سوف يذكرك التاريخ يا دكتور بانك كنت من اعظم العلماء الذين ساهموا في التطور العلمي و التكنولوجي و لسوف يكون لهذا الذكر شرفا لمصر.
- وجول و جول و جول وجججججووووووللللللللل ... جول جووولللللل .... حلوه حلوه حلوه. مجدي عبدالغني و جول الرائع امام هولندا و كاس العالم عام ١٩٩٠ ... جول التعادل في الدقيقه ٣٨ من الشوط الثاني. رفعت راس مصر. المصريين اهم ... اهم اهم اهم. فرحه فرحه فرحههههه ... ربنا يحميك يا ابني ربنا يحميك.
- سعاد و لينا ذهبوا الي السينما ابريل ٢٠١٢
ايوه والله. كما اقول لكم. صدقوني لقد ذهبت الي السينما انا و لينا بمفردنا. يا له من انجاز يا له من نجاح باهر و ساحق. ارفعوا الاعلام و اطلقوا الرصاص في الهواء احتفالا ... اسمعوني الزغريط الليله ليست كاي ليله الليله ليله خاصه فهو حدث تاريخي يثبت ان المصرين هم من اعظم و انبل و اكثر السلالات اسرارا علي المكافحه و البقاء. لحظه لحظه، ارجع باله الزمن الي الخلف... اليكم التفاصيل.
لاسباب خارج عن اراده عسوي، كان علي عسوي الذهاب الي رحله في الجبل جزء من كورس ليدرشيب "قياده مجموعه" لمده ٥ ايام. بعد فشل محاولات عسوي ان ياخذنا انا و لينا معه لم يكن امامي الا ان ابقي وحدي مع لينا هذه الفتره.
- كده يا عسوي هتسبنا
- اعمل ايه ياسعاد انا لو عليا كنت اخذتكم معيا.
- خلي الكورس ينفعك
- انا هبقي معاكي علي التليفون علي طول و لو احتجتي اي حاجه هعطيكي تليفونات ناس اصدقائي هنا.
- لما نشوف ... و لو طلع لي الفار.
- انشاء الله مش هيطلع الدكتور قاصدي البشموهندس الي جيه كشف و اقفل مداخل الفار.
في لحظه خروج عسوي من باب المنزل اصابني هذا الفيروس اللعين المسمي بالانفلونزه. كان نفسي اكون طريحه الفراش لكن لينا لم تهنئني بهذه اللحظات كثيرا فلم اخرج لمده يومين من الخمس ايام مما اصابني بالاحباط خصوصا ان شبكه المحمول كانت ضعيفه جدا عند عسوي في الجبل فلم يتمكن من مكالمتي كل يوم. " لكن لا لا مش انا مش انا الي اتهزم بسهوله، سوف اقاوم المرض و سوف استمر ... ايوه ... اتقدم اتقدم و كفايه خلاص نتندم ..."
خطرت ببالي فكره شبه مستحيل و هو الذهاب الي السنيما خصوصا لما علمت ان حفالات الصباح يمكن ان تصطحب معك اطفال.
- سينما ياسعاد
- ايوه ياعسوي سينما
- و لينا؟؟
- هاخذها معيا
- و لو عيطت؟؟
- هكاول اسكتها و لو معرفتش همشي المهم احاول
- ديه السنيما بعيده حوالي ٣٠ دقيقه مشي
- انا ورايا ايه.
- ربنا معاكي
استيقظت مبكرا يوم السنيما، ارضعت لينا و البستها و قبلت ارجلها لعل و عسي اصعب عليها و تبقي كويسه. خرجنا كان الجو بارد و هناك مطر خفيف لكن روح الاستمرار داخلي كانت اقوي من ان يستوقفني اي شئ. في وسط الطريق و حينما تكون بمفردك و ليس معك شخص "يلهيك" تاتي اليك من حيث لا تدري افكار سيئه و محبطه تجعلك تشك في نفسك و في قدراتك و تتمني ان تلقي بنفسك امام الاتوبيس و تخلص " ايه الي انا عملتوا في نفسي ده ؟؟ انا هبله و لا ايه؟ اخذ لينا في اول تجربه ليها في السينما بمفردي. و لو خافت من الظلمه؟ هخرج؟ بلاش خافت، جاعت و اعدت تعيط في حته مهمه و خرجت عشان ارضعها... مش كنت فضلت في بتنا بكرمتنا ... الف و ارجع؟ مكان من الاول ... لا انا نزلت خلاص لو فضلت اقول كده مش هعمل حاجه في حياتي. انا هروح و الي يحصل يحصل و ربنا معنا ان شاء الله.
رغم كل هذه التخوفات الا ان روحي المعنويه كانت مرتفعه. عند اللحظه التي تتحولي فيها من مدام الي مدام و ام تتحول معها بعض الاساسيات الي رفاهيه. فمثلا النوم رفاهيه بدل من ٨ ساعات نوم ٣ ساعات متقطعين كفايه ليبقوقي حيه، الحمام رفاهيه خلاص لقد ذهبت و ولت ايام الجلوس تحت الدش ساعتين ١٠ دقائق اكثر من كفايه. اما بالنسبه للطعام و الشراب فالبارد يشرب ساخن و العكس صحيح. وسط كل هذه الظروف عندما اقرر ان اذهب الي السينما فهو حلم مجرد احتمال حدوثه يشعرني بالسعاده. هناك شئ اخر، عندما تكون في بلد غريبه بالنسبه لك و في المرحله الاستكشاف يصبح الذهاب الي مكان جديد مغامره و كلما كان المكان ابعد و المده الاستكشافيه اطول يزيد من الشعور بالمغامره. نعم هذة المفردات كانت تصف حالتي ... رحله ... مغامره ... استكشاف ... انجاز.
دخلت السنيما و احسست بفرحه غامره و كانها اول مره ادخل السينما. ياااااه ده الرجال بتاع الفشار و الله ليك وحشه.
- تذكره لو سمحتي
- انت طالبه او معك كارت تخفيض
- لا في الحقيقه
- فيلم ايه؟
" ايه ده !!! انا مفاكرتش هدخل فيلم ايه. انا معرفش ايه الموجود في السينما ... اي حاجه مش مشكله ... طيب اي حاجه ايه الست واقفه مستنيه ..."
نظرت نظره سريعه خلف السيده حيث افيشات الافلام الموجوده حالياً بالسينما فاذا بفيلم لجوليا روبرتس.
- فيلم ميرر ميرر
- من فضلك اترك العربه مع الحارس احنا اسفين جدا هذه اجراءات امنيه ضد الحريق.
" ده علي اساس لو قامت حريقع في السينما المشكله الوحيده الي هتقابلني هي العربه."
- لا ابدا ما فيش مشكله
- شاشه رقم ٧
" يااا الشاشه كبيره اوي و لا وانا الي نسيت شكل قاعه و شاشه السينما عمله ازاي؟ اخر مره رحت فيها السينما كنت حامل
في الثامن و كانت رجلي ورمه و ظهري وجعني ... هو انا كان ايه الوداني السينما و انا حالتي سيئه كده و شكلي ميسرش ... نفس السبب الي وداني السينما النهارده عدم الاستسلام لوضع معين"
في الحقيقه الفيلم لم يكن افضل فيلم شاهدته علي الاطلاق لكن احساس النصر كان الاول و الاحلي و الفريد من نوعه. نعم النصر ... لقد اجتزت الصعاب "الفضايح الي ممكن تعملها لينا" و تغلبت علي المعوقات "ان مفيش حد يساعدني و ياخذ باله من لينا" و صعدت قمه الجبل "رحت السينما" و رفعت رايه النصر "قطعت تذكره حفله الواحده ظهرا".
بعد انتهاء الفيلم انسابت من عيني دمعه فرحه فتوجهت الي السيده التي تصنع مشروب الشوكلاته الساخنه و تناولت منها الكوب. في صحتكم.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment