Tuesday, 3 July 2012

يوميات ام مغتربه ١٠

بعد ان انهكتني لينا بصريخها و لم يعد في ذهني حيل لاهدائها قررت ان اترك عسوي و اخيه كارم بمحل الملابس بشارع برنسس ستريت و ان اخرج انتظرهم علي كنبه امام المحل لعل الهواء و الماره يلهون لينا فتسكت. جلست في وسط الكنبه، كان علي يميني اسره هنديه لم اتمكن من فهم ما يقولون لكن من المشهد العام تستطيع ان تجزم انهم في انتظار احد و ان هذا الشخص ضل الطريق. و كان علي يساري رجل ملامح وجهه تقول انه في نهايه السبعينيات او ربما تجاوزها بقليل كان يرتدي قبعه مصنوعه من الصوف الكشمير و يبدو انه اشتراها اليوم لانه لم ينزع السعر من عليها ١٥ جنيه استرليني. و يبدو ايضا انه نصب عليه لانها تباع هي نفسها في محل اخر ب ١٠ جنيه استرليني " او ما فصلش كويس".  كان الرجل نائما، اسند راسه علي الحائط و نام. تعمق في النوم حتي تدلي فكه الاسفل. لم يفلح صراخ لينا و ضوضاء الشارع و لا حتي حوار العائله الهنديه و رنات التليفون التي لم تتوقف من ايقاظه حتي انني بدات اشك انه فاقد الوعي.  بعد بضع دقائق نامت لينا. لم يكن معي شئ يلهيني فاخذت اراقب الماره تاره و القي نظره علي محمولي تاره، و انظر الي الرجل النائم فاسمع صوت انفاسه فاطمئن انه حي يرزق. و بعد مرور بعض الوقت رايت سيده لا يقل عمرها بكثير عن عمر الرجل النائم في يديها اكياس كثيره من محلات مختلفه تتجه الي الرجل النائم و هي مبتسمه. انحنت في هدوء حتي اقترب وجهها من اذنه و همست له ببضع كلمات. ابتسم الرجل و هو مغمض العينين فقبلته قبله رقيقه مليئه بحنان و حب. لم يستطع فتح جفنيه كاملا، نظرت اليه السيده و هي تضحك بصوت مسموع - لقد نمت في طريق عام - لقد تاخرتي داخل المحل - نعم، لكن انا لا اصدق انك نمت - انت تعرفيني، انام في اي مكان. توقف الرجل لحظات يستفيق فيها و يستعيد همته ليرحل، وقف و تمطع و كانه نام ايام طويله، فامسكت السيده ذراعه و اراحت راسها علي كتفه و قالت له و هما يبتعدان عني - لك مكافاه علي انتظاري  اخذت ارقبهما و هما يبتعدان في خطوات صغيره و بطيئه و من حولهما الماره يركدون و يتحدثون بصوت عال. اخذت اراقبهما لعل و عسي يدخلون محل فتكون المكافاه بالداخل و لكنهم تاهوا وسط زحام المدينه و ضوضائها. بعد بضع من الوقت رايت عسوي و كارم متجهين نحوي فوقفت اتسعداداً للرحيل. - هو انا ما ليش مكافاه يا عسوي - اه طبعا ... امال ... اذاي ... بس خير عشان ايه؟ - عشان استنيتك؟ - اه طبعا طبعا ... يالا يختي اتلحلحي كده و شوفي هناكل ايه انا جععااااااان - واضح مشكلهاش مكافاه و لا يحزنون يالا يا عسوي. اتجهنا الي المنزل و معنا اكياس كثيره. تقدما كارم و عسوي عني ببضع خطوات و اخذا يتكلما في مواضيع متنوعه بينما و انا امشي خلفهما اخذت ابحث عن الرجل النائم و السيده التي معه و سط زحام السياح و صريخ الاطفال. تري بماذا كانت تهمس له؟

No comments:

Post a Comment