Friday, 27 April 2012
يوميات ام مغتربه - ٧
لحظات تاريخيه لابناء مصر بخارجها
- حصول الدكتور احمد زويل علي جائزه نوبل في الكيمياء عام ١٩٩٩. في هذه اللحظه التاريخيه كان يتابع استلام الدكتور للجائزه ٨٠ مليون مصري و في داخلهم احساس انهم هم من نالوا هذه الجائزه. حقا انني كمصريه افتخر بان هناك شخصيه وطنيه، ناجحه، طموحه محبه لبلدها مثل الدكتور احمد زويل يريد لمصر النهضه و للبشريه ان ترتقي. سوف يذكرك التاريخ يا دكتور بانك كنت من اعظم العلماء الذين ساهموا في التطور العلمي و التكنولوجي و لسوف يكون لهذا الذكر شرفا لمصر.
- وجول و جول و جول وجججججووووووللللللللل ... جول جووولللللل .... حلوه حلوه حلوه. مجدي عبدالغني و جول الرائع امام هولندا و كاس العالم عام ١٩٩٠ ... جول التعادل في الدقيقه ٣٨ من الشوط الثاني. رفعت راس مصر. المصريين اهم ... اهم اهم اهم. فرحه فرحه فرحههههه ... ربنا يحميك يا ابني ربنا يحميك.
- سعاد و لينا ذهبوا الي السينما ابريل ٢٠١٢
ايوه والله. كما اقول لكم. صدقوني لقد ذهبت الي السينما انا و لينا بمفردنا. يا له من انجاز يا له من نجاح باهر و ساحق. ارفعوا الاعلام و اطلقوا الرصاص في الهواء احتفالا ... اسمعوني الزغريط الليله ليست كاي ليله الليله ليله خاصه فهو حدث تاريخي يثبت ان المصرين هم من اعظم و انبل و اكثر السلالات اسرارا علي المكافحه و البقاء. لحظه لحظه، ارجع باله الزمن الي الخلف... اليكم التفاصيل.
لاسباب خارج عن اراده عسوي، كان علي عسوي الذهاب الي رحله في الجبل جزء من كورس ليدرشيب "قياده مجموعه" لمده ٥ ايام. بعد فشل محاولات عسوي ان ياخذنا انا و لينا معه لم يكن امامي الا ان ابقي وحدي مع لينا هذه الفتره.
- كده يا عسوي هتسبنا
- اعمل ايه ياسعاد انا لو عليا كنت اخذتكم معيا.
- خلي الكورس ينفعك
- انا هبقي معاكي علي التليفون علي طول و لو احتجتي اي حاجه هعطيكي تليفونات ناس اصدقائي هنا.
- لما نشوف ... و لو طلع لي الفار.
- انشاء الله مش هيطلع الدكتور قاصدي البشموهندس الي جيه كشف و اقفل مداخل الفار.
في لحظه خروج عسوي من باب المنزل اصابني هذا الفيروس اللعين المسمي بالانفلونزه. كان نفسي اكون طريحه الفراش لكن لينا لم تهنئني بهذه اللحظات كثيرا فلم اخرج لمده يومين من الخمس ايام مما اصابني بالاحباط خصوصا ان شبكه المحمول كانت ضعيفه جدا عند عسوي في الجبل فلم يتمكن من مكالمتي كل يوم. " لكن لا لا مش انا مش انا الي اتهزم بسهوله، سوف اقاوم المرض و سوف استمر ... ايوه ... اتقدم اتقدم و كفايه خلاص نتندم ..."
خطرت ببالي فكره شبه مستحيل و هو الذهاب الي السنيما خصوصا لما علمت ان حفالات الصباح يمكن ان تصطحب معك اطفال.
- سينما ياسعاد
- ايوه ياعسوي سينما
- و لينا؟؟
- هاخذها معيا
- و لو عيطت؟؟
- هكاول اسكتها و لو معرفتش همشي المهم احاول
- ديه السنيما بعيده حوالي ٣٠ دقيقه مشي
- انا ورايا ايه.
- ربنا معاكي
استيقظت مبكرا يوم السنيما، ارضعت لينا و البستها و قبلت ارجلها لعل و عسي اصعب عليها و تبقي كويسه. خرجنا كان الجو بارد و هناك مطر خفيف لكن روح الاستمرار داخلي كانت اقوي من ان يستوقفني اي شئ. في وسط الطريق و حينما تكون بمفردك و ليس معك شخص "يلهيك" تاتي اليك من حيث لا تدري افكار سيئه و محبطه تجعلك تشك في نفسك و في قدراتك و تتمني ان تلقي بنفسك امام الاتوبيس و تخلص " ايه الي انا عملتوا في نفسي ده ؟؟ انا هبله و لا ايه؟ اخذ لينا في اول تجربه ليها في السينما بمفردي. و لو خافت من الظلمه؟ هخرج؟ بلاش خافت، جاعت و اعدت تعيط في حته مهمه و خرجت عشان ارضعها... مش كنت فضلت في بتنا بكرمتنا ... الف و ارجع؟ مكان من الاول ... لا انا نزلت خلاص لو فضلت اقول كده مش هعمل حاجه في حياتي. انا هروح و الي يحصل يحصل و ربنا معنا ان شاء الله.
رغم كل هذه التخوفات الا ان روحي المعنويه كانت مرتفعه. عند اللحظه التي تتحولي فيها من مدام الي مدام و ام تتحول معها بعض الاساسيات الي رفاهيه. فمثلا النوم رفاهيه بدل من ٨ ساعات نوم ٣ ساعات متقطعين كفايه ليبقوقي حيه، الحمام رفاهيه خلاص لقد ذهبت و ولت ايام الجلوس تحت الدش ساعتين ١٠ دقائق اكثر من كفايه. اما بالنسبه للطعام و الشراب فالبارد يشرب ساخن و العكس صحيح. وسط كل هذه الظروف عندما اقرر ان اذهب الي السينما فهو حلم مجرد احتمال حدوثه يشعرني بالسعاده. هناك شئ اخر، عندما تكون في بلد غريبه بالنسبه لك و في المرحله الاستكشاف يصبح الذهاب الي مكان جديد مغامره و كلما كان المكان ابعد و المده الاستكشافيه اطول يزيد من الشعور بالمغامره. نعم هذة المفردات كانت تصف حالتي ... رحله ... مغامره ... استكشاف ... انجاز.
دخلت السنيما و احسست بفرحه غامره و كانها اول مره ادخل السينما. ياااااه ده الرجال بتاع الفشار و الله ليك وحشه.
- تذكره لو سمحتي
- انت طالبه او معك كارت تخفيض
- لا في الحقيقه
- فيلم ايه؟
" ايه ده !!! انا مفاكرتش هدخل فيلم ايه. انا معرفش ايه الموجود في السينما ... اي حاجه مش مشكله ... طيب اي حاجه ايه الست واقفه مستنيه ..."
نظرت نظره سريعه خلف السيده حيث افيشات الافلام الموجوده حالياً بالسينما فاذا بفيلم لجوليا روبرتس.
- فيلم ميرر ميرر
- من فضلك اترك العربه مع الحارس احنا اسفين جدا هذه اجراءات امنيه ضد الحريق.
" ده علي اساس لو قامت حريقع في السينما المشكله الوحيده الي هتقابلني هي العربه."
- لا ابدا ما فيش مشكله
- شاشه رقم ٧
" يااا الشاشه كبيره اوي و لا وانا الي نسيت شكل قاعه و شاشه السينما عمله ازاي؟ اخر مره رحت فيها السينما كنت حامل
في الثامن و كانت رجلي ورمه و ظهري وجعني ... هو انا كان ايه الوداني السينما و انا حالتي سيئه كده و شكلي ميسرش ... نفس السبب الي وداني السينما النهارده عدم الاستسلام لوضع معين"
في الحقيقه الفيلم لم يكن افضل فيلم شاهدته علي الاطلاق لكن احساس النصر كان الاول و الاحلي و الفريد من نوعه. نعم النصر ... لقد اجتزت الصعاب "الفضايح الي ممكن تعملها لينا" و تغلبت علي المعوقات "ان مفيش حد يساعدني و ياخذ باله من لينا" و صعدت قمه الجبل "رحت السينما" و رفعت رايه النصر "قطعت تذكره حفله الواحده ظهرا".
بعد انتهاء الفيلم انسابت من عيني دمعه فرحه فتوجهت الي السيده التي تصنع مشروب الشوكلاته الساخنه و تناولت منها الكوب. في صحتكم.
Monday, 9 April 2012
ىومىات أم مغتربه 6
مر شهر علي سعاد في الغربه, اصبحت أكثر
تاقلما بل بدأت تشعر بالألفه, يمكنها الأن القول أن هذا بيتها و هذا شارعها. بدأ
هذا الشعور يتأكد عندما استوقفها بعض الأشخاص يسألونها علي صيدليه قريبه من المكان
فوجدت نفسها تدلهم علي أكثر من واحده, هذه الواقعه جعلتها تشعر بشئ من السعاده,
فسعاد التي كانت لا تتخيل الخروج من المنزل من غير عسوي و لا تعلم كيف تحمل سله
السوبر مركت و ترعي لينا في وقت واحد أصبحت الأن متمكنه و يسألها الناس عن أتجاهات
الشوارع.
لكن هذا لم يعد طموح سعاد, يمكن في بدايه
الغربه كان حلما صعب حدوثه أو توقعت حدوثه بعد فتره أطول من ذلك, لكنها الأن تطمع
بأن يكون في حياتها شئ يخصها وحدها. هي أم و علي الأستعداد أن تضحي بكل ما تملك
لبنتها و زوجه لرجل تعلم جيدا أنه في مهمه شاقه و يحتاج الي دعمها. لكن الا يجوز
وسط كل هذه المسؤليات أن يكون هناك جزء لها وحدها, حدث يشرعها أنها تصنع شيئا,
تنتج شيئا, تكون جزء مشارك في الحياه اليوميه للمجتمع التي تعيش فيه ليس من خلال
زوجها أو أبنتها, ذلك الألزام الذي يجبر الأنسان أن يلتزم بمعاد محدد و يعمل بكل
جد و جهد لأتمام مهمته قبل الميعاد و بعدها يشعر بأنه أتم ما عليه. كم كرهت هذا الألزام
عندما كانت تعمل و كم تشتاق اليه الأن, كانت سعيده في بدايه أجزه الوضع بشعور عدم
الأجبار علي الألتزام بالمواعيد و كم تشتاق اليه الأن.
أخذت تفكر سعاد بالهوايات التي طالما أحبت أن
تمارسها و لكن عند كل هوايه كانت لينا العائق لممارستها الي أن أهتدت للطبيخ.
"أنا طول عمري بحب أعك في المطبخ, صحيح الناتج كان بيبقي ذي عميله ... عك, بس
أنا لم يكن عندي وقت للتعلم, ليه لأ؟؟ ممكن أتعلم طبيخ غريب هنا و لما أرجع مصر
أفتح كافيه مثلا ... أيوه ... كافيه النجم عشان ديه الكلمه المفضله لعسوي بيقولها
لكل الناس ... ولا كافيه الميدوز علي أسم الحديقه الي أمام المنزل. بس أنا مش هقدم
شيشا ... ولا بلاش كافيه أصبح منتشر في مصر. ممكن مخبز يصنع الجاتوه و الكوكيز أصل
الكوكيز هنا تحفه ... و لو كرنفال يفلس و يطلب أنه يضم سلاسل محلاته معي ...
"
أفاقت سعاد من الحلم الذي كان بنقصه ديكور
المخبز و قررت أن تبدأ بالأساسيات و هي غذاء اليوم الذي لم تعده بعد. أتصلت بعسوي
علي الفور
- - ألو ... عس عس
- - أيوه يا سعاد في حاجه؟؟ أصلي مشغول
- - أنا نزله أجيب حاجه الغذاء ... تحب تأكل أيه النهارده
- - أي حاجه ... بس أنا جعان و عايز أكله حلوه عشان النهارده
كان يوم سيئ.
- - مانفسكش في حاجه معينه ... قول بس ...
- - مش قادر أفكر يا سعاد بس يلا أنجزي أنا جعان
- - حاضر لما أخلص الأكل هكلمك
ذهبت سعاد الي السوبر مركت بعد أن قررت أن
تعد فاهيتا الفراخ التي تعلمتها من أمها. هي سهله التحضير و لن تأخذ أكثر من 30
دقيقه. في البدايه فقط سوف تبدأ بالسهل الي أن تصنع المحمر و المشمر بعد أن تتمكن
في الطبيخ. حسنا, لقد جاءت بالخضروات و الفراخ الخليه, يبقي البهرات. وعندما وصلت
عند البهرات وجدت علي الرف المواجه للبهرات فاهيتا جاهزه تبدو من صوره الغلاف أنها
لذيذه جدا. " أمممممم, أيه يا سعاد؟؟؟, هتعمليها ولا تنجزي و تجيبي الجاهزه؟؟
و بعدين دي أنجليزي يعني مستورده في مصر أكيد هتبقي حلوه, و سهله مش مطلوب منك غير
أنك تحطي التوابل علي الفراخ في الفرن و بعد 12 دقيقه هتبقي زي الفل. بدل ما تعملي
واحده و تطلع عينك و عسوي يبهدلك و هو جعان و لما بيبقي جعان أجارك ألله. جري أيه
يا سعاد ... و مشروع المخبز؟؟؟ لو لم تبدأي الأن لن تبدأي أبدا, لازم المخاطره
عشان الجنين يعيش أقصد أبدأ مشروعي ... أعمل أيه؟؟ أعمل أيه؟؟" . ظلت يد سعاد
معلقه في الهواء أمام الفاهيتا الجاهزه و الصراع النفسي يدور بشده داخلها حتي أنها
أنفصلت عن العالم الخارجي و لم تعد تسمع أو تري أي شئ ألا علبه الفاهيتا الجاهزه.
أفاقت سعاد علي صوت سيده تستأذنها للمرور لأن عربه لينا تعوق الطريق. عند هذه
اللحظه قررت سعاد ألا تشتري الفاهيتا الجاهزه و أن تصنع واحده بنفسها.
رجعت سعاد الي البيت و هي لا تعلم أن كان
القرار الذي أتخذته صحيح أم لا, و لكن لم يعد للندم مكان الأن فليس أمامها ألا أن
تصنع الفاهيتا. أخذت تقطع الخضروات و تتبل الفراخ ... هل نضجت الفراخ أم لا؟ كيق
لي أن أعلم فهذه هي المره الأولي التي تعد فيها أي شئ له علاقه بالمطبخ. و بعد أن
أنتهت من أعداد الفاهيتا أتصلت بعسوي
- - ألو ... عسوي
- - أينعم
- - تعال يالا الأكل جاهز
- - عملت لنا أيه؟
- - فاهيتا
- - ربك كبير يا سعاد
- - أن شاء الله هتبقي حلوه
- - طيب جبتي حاجه حلوه ... و لا كله ضرب ما فيش شتيمه؟؟
- - جبت كوكيز
- - طيب أنا في الطريق
وصل عسوي المنزل و وجد سعاد تحضر المائده.
- - أسخن الأكل؟؟
- - أيوة بسرعه أنا مستعجل
وضعت سعاد الأكل علي المائده و أخذت تراقب
عسوي و هو يأكل. بدأ بأكل السلاطه و لم يأكل الفاهيتا بعد. هاهو يضع في فمه أول
قطعه من الفاهيتا. أتسأله الأن عن رأيه ؟؟ ليس بعد فلم يمر ثوان علي مضغها. لماذا
يأكل سريعا؟؟ هكذا لن يستطيع أن يتذوقها
- - أيه أخبار الفاهيتا؟
- - حلوه
- - حلوه أوي و لا حلوه بس
- - كويسه
- - مش فاهمه أنا بقول حلوه و لا حلوه أوي و أنت بتفول كويسه
- - أيه السؤال ده يا سعاد؟ حلوه ... كويسه
- - يعني زي فاهيتا بتاعت مامتي
- - يعني ...
- - يعني أيه؟
- - سعاد أنا جعان و ورايا حاجات كتير و مش قادر أفكر
- - طيب خلاص.
أصيبت سعاد بالأحباط بعد هذا الحوار "
أهذا يعني أني لست ماهره في الطبيخ, بس أعمل أيه؟ أيه الي ممكن يملئ وقتي بشئ مفيد
دون أن يعطل مهمتي الأساسيه كأم؟ و لا لا يوجد شئ بهذه المواصفات؟ أنا أعلم جيدا
أن الطبيخ مش لعبتي. عندي طموح أن أنتج شئ, أكيد أنا جيده في شئ ما و يكفيني شرف
المحاوله. لن أيأس سأبحث عنه حتي أجده و سأجده بأذن الله."
Friday, 6 April 2012
يوميات ام مغتربه -٥ ب
و ها هو عريض المنكبين مفتول العضلات، مروض الاسود، قاتل الحشرات و صائد الفئران، هرقل زمانه يزلزل باب المنزل ليفتحه و يدخل ... ها هو يدخل من باب المنزل و هو يلوح بيديه الحامله لسم الفئران و في الخلفيه صوت الرعد يدوي في أرجاء المدينه، بطل مصر ... و ندهت الندهه الشهيرة
- عسسسسسووووييييييييي
- انت فين يا سعاد
- أنا في غرفه النوم يا عسوي علي السرير
- طيب هضع السم و أجي لك
وضع عسوي السم و دخل غرفه النوم وجد لينا في حضني و أنا جالسه في وسط السرير لا أتحرك، عيناي مدورتان و جسمي متخشب.
- يا بنتي لا تخافي ده فار جاء يستكشف المنزل و لم يجد شئ فخرج
- و انت عرفت ازاي؟؟
- لا يوجد طعام خارج الثلاجة و احنا محافظين علي نظافه المكان هيعيش ازاي من غير اكل
رغم ان كلام عسوي لم يقنعني أوي الا أني اردت ان أصدقه حتي انتهي من حاله الرعب التي اعشها. بس برده أنا لسه مش قادره أتحرك ... أنا مش قادره انزل علي الارض.
- يا سعاد لا تخافي
- انت ليه مجبتش مصيده او لاصقه ... أنا اسمع ان السم ليس الحل الامثل
- لا يوجد محل فاتح الان غير السوبر مركت و لم يكن عنده غير سم فئران. غداً نشتري مصيده. نامي بقي عندي شغل كثير كان يجب ان اكمله اليوم و جأت بسبب الفار. هستيقظ غداً و اكمله.
لا اعلم كيف نمت، تقريبا من كثره الرعب استنفذت كل قواي و لم يعد لدي جهد. استيقظت في الصباح و أنا لست خائفه بنفس درجه الليله السابقة. لكن هذا ليس معناه ان استيقظ وحدي. صحيت عسوي بحجه انه لازم يصحي حتي يكمل مذاكرته
- عسوي ... اصحي الساعة بقت ١٢ الظهر
- احلفي
- ١٢ الا ١٠ دقائق ... اصحي عندك شغل كثير
- طيب اعملي لي الفطار عشان انزل بسرعه
فطار يعني مطبخ، و مطبخ يعني فار ... لا مش قادره. ندهت علي عسوي و صوتي يدعي البراءة.
- عسوي
- هههههممممم (بعصبيه)
- (بابتسامه علي وجهي) ما تدخل كده تلقي نظره علي الفار؟؟؟
- هههههممم حاضر
دخل عسوي و خرج.
- لا يوجد شئ
- أكيد؟؟؟
- ايوه أنا قلت لك ده فار طالع حمله أستكشافيه و لما شافك و لم يجد طعام مشي
- عسوييييييييي
- إيه تاني؟؟؟؟
- تعالي معي و أنا احضر الفطار مش قادره ادخل لوحدى
- طيب ... اغلقي باب المطبخ عشان لا يطلع شئ علي لينا
- اييييييييههههه !!!! يعني في فار ... أنا كنت حسه انك بتضحك عليا ... كده يا عسوي ... هنت عليك.
- لم اضحك عليك و لا حاجه. مش فيه فار دخل امبارح ... احتياطي بس مش اكثر
- اه يا عسوي لو طلع علينا الفار ... و المطبخ كله متر * متر أنا ممكن أموت
- الفار بحجم الصرصار تموتي إيه بس !!! ده هو الي يخاف منك
- طيب يالا
دخلت المطبخ و لا إراديا لم استطع ان أضع قدمي كلها علي الارض فأصبحت أتحرك علي أطراف أصابعي، و جأت فكره سيئه جداً، أكيد الفار بيشم رائحه الادرنالين التي اصبحت تفوح مني من الرعب ... هو لو ذكي هيهجم علي طول ... بس لا احنا البشر اذكي منه، هو ان شاء الله غبي و مش هيطلع. بس بس يا سعاد بهذه الأفكار ستقتلي نفسك بنفسك ... لا تفكري و انهي هذه اللحظه بسرعه ... بسسستت هوبه هوبه مفيش حاجه.
- عايز تفطر إيه ؟؟؟
- توست محمص و جبنه
- طيب ما تشرب لبن من الزجاجة ؟؟؟ خليك خفيف عشان تعرف تذاكر
- سعاد ... انجزي
أعددت الفطور و خرجت سريعا من المطبخ. سجدت شكرًا و وجدت عسوي يستعد للخروج
- رايح فين يا عسوي؟؟
- الجامعه
- و هتسيبني أنا و لينا مع الفار؟؟
- لا تخافي ... اغلقي باب المطبخ و ضعي كرسي خلفه.
قررت ان اخرج و لا اجلس في البيت. الجو حلو ربنا يترك دائماً نافذه مفتوحه. خرجت ... بس اروح فين ؟؟؟ اشتري لاصقه للفأر ... ربنا يخلصنا منه علي خير.
اشتريتها بعد مباحثات مع العامله في المحل، كلمت عسوي و اتفقنا علي ان نضع اللاصقة الان لعل و عسي نخلص منه قبل حلول الليل. وضع عسوي اللاصقة
- أنا نازل
- و أنا كمان
- ليه؟؟
- تغير
- ونبيييي ؟؟؟؟
- أنا مش مستريحة و أنا في المنزل وحدي مع الفار
- طيب نتقابل بالليل
ذهبت الي المحلات (شوبينج) و الحقيقه انها خففت عني حاله التوتر. ثم جاءت الساعه السابعة مساء و أغلقت المحلات و كان لا مفر من العوده الي المنزل، لينا جائعه و الجو اصبح بارد جداً.
دخلت الصاله و اقتربت من باب المطبخ و سمعت صوت أشبه بصوت العصافير ... لكنه ليس صوت عصفور. الصوت خارج من المطبخ ... ممكن يكون الفار؟؟ كلمت ماما و قالت لي غالبا هو الفار يصرخ للنجدة ... يعني هو حاليا ملصق بالورقة .... ايووووووه ... لقد وقعت في الفخ أيها الفار اللعين تبا لك.
كلمت عسوي و قال لي انه في الطريق. جلست اسمع صوت الفار، أصرخ يا حبيبي أصرخ، كفر عن ذنوبك، سمع أصدقائك و قول لهم لا تدخلوا هذا المنزل ... عشان عسوي هيقطعك حالا ... ثم جاءت فكره من الأفكار الغربيه التي لا اعلم من اين تأتي ... ماذا لو دخل احد أصدقائه ينقذه ؟؟؟؟ كلمت عسوي علي الفور
- عسوي تعالي بسرعه قبل ان يأتي أصدقائه لنجدته
- أصدقائه إيه بس يا سعاد لو مسكنا واحد عمر ما فار هيدخل أبدا
- انت عندك إجابات لكل الاسئله و واثق جداً بها.
- أنا في الطريق
دخل عسوي المنزل و قتل الفار قتلا سريعا تسلم يدك يا ابو الاسباع. قرر عسوي خبير الفئران بان نكشف عن مكان دخول و خروج الفار و نغلقه و لكن هذا سيكون بعد الانتهاء من الامتحانات. حاليا نضع كرسي خلف باب المطبخ و نطرق الباب قبل الدخول عشان لو في فار يخاف و يمشي، و لو حد نسي يخبط التاني بيفكره.
Wednesday, 4 April 2012
يوميات ام مغتربه -٥ أ
في هذه المرحله من الغربه "الي أنا فيها دلوقتي" بتبدا ظهور الحياه اليوميه يعني بمعني اخر يومي اصبح له ملامح، الصبح احضر الفطار و بعدين لو الجو حلو ممكن انزل اتمشي شويه في حديقه الميدوز امام المنزل، و بعدين أتوجه الي السوبر مركت عشان أجيب حاجه الغذاء و لا يمنع ابدا شويه شوبينج، عسوي يصل للغذاء ياكل و ينزل لاستكمال مشوار كفاحه و انهي يومي بالقراءة او الكتابة او مشاهده فيلم. طبعا وسط كل هذا غيار لينا، رضاعتها، حمامها ... الخ . ووسط كل هذه الاحداث يصبح الشعور بالغربة حنين الي لمه في الصاله عند جدتي مع ناديه و مرسي و شادو، في نسكافيه و رغي مع امي، في متش تنس ما بابا يوم الجمعه الساعه ٧ صباحا، في خروجه مع أصدقائي في كافيه ... عندي حنين لكن عندي حياه أيضاً، شعوري بالحنين لم يعد يقتل حياتي.
و حتي لا استسلم للحنين املئ حياتي بتفاصيل، مثلا بدل ما أخذ الطريق الصحيح للوصول الي السوبر مركت أخذ طريق اخر لم اسلكه من قبل حتي اكتشف المدينه. كل يوم اجرب اطبخ حاجه جديده. و كلما شعرت بالتعب اعرف أني تعلمت حاجه جديده و ان عقلي عاش تجربه مفيده.
لسه عسوي خارج حالا وراه مذاكرة كثيره و الامتحانات علي الأبواب، لما انشر الغسيل و أغير للينا. عظيم، نشرت الغسيل و أرضعت لينا و غيرت لها و البيت منظم و الأطباق نظيفه ... عايزه اقوم اعمل نسكافيه و اكتب شويه، مش قادره بصراحه ... طيب ٥ دقائق ... أنا هجلس علي الأريكة ... إيه الصوت ده يا سعاد ... ده ؟؟؟ لا لا مش هو أكيد لا ... لا لا لا ... ده هو يا سعاد ... فففففاااااااااررررررر، أنا شوفته بنفسي ... ففففااااااررررر ... هو بغبوته و ذيله الطويل ... فففففااااااررررررر
اااااه ... يا ربي يا ربي يا ربيييييييييييييي ... اعمل إيه أعمل إيه اعمل اييييييههههه ؟؟؟ ده طلع من المطبخ و دخل تاني ... يا حلولي يا حلولييييي ... أنا هموت هموت ... بلا تجارب بلا زفت ... بنتي بنتييييييي ... فين موبيلي؟؟؟؟ ده في المطبخ مع الفار !!!! لااااااااااااا مش هروح له ... أنا معي الايباد بس هكلم عسوي ازايييييي .... يا ربيييييي يا ربيييييي ... بسم الله الرحمن الرحيم ... ااااااه ... ده مش عفريت عشان ينصرف بس اسم ربنا يقويني أنا همووووتتت ...
فضلت اكرر المقطوعة الموسيقيه السابقة حاجه فوق العشر مرات و اجري في مكاني. كل هذا لم يتعدي ال ٧ ثوان حتي اهداني ربي أني ادخل حجره النوم مع لينا و اغلق الباب. أغلقت باب الصاله و حجره النوم عشان أصعبها عليه لو حب يجئ، أخذت لينا من سريرها و جلسنا سويا علي سريري ... هذه هي حدودنا الجغرافيا التي لن نتعداها الا لما يصل العسوي. فتحت الايباد و أرسلت لعسوي رساله علي الفيس بوك هو احيانا يفتحه بجانب المذاكرة (افتح سكاي بي في فار و الموبيل في المطبخ). كلمت أمي علي ألكساي بي
- مامممممممماااااااا
- (و الهلع في صوتها) في إيه؟؟؟
- في فار و الموبيل في المطبخ و مش عارفه اصل لعسوي، كلميه و قول له
- حاضر حاضر. هكلمه و اكلمك تاني.
طول ما أنا علي السرير أنا في أمان بإذن الله. أنا أمنت الحدود الشرقيه و الغربيه للسرير و عيني لا تفارق الباب ما هو لو دخل الفار هيبقي من الباب ... و لا في واحد تاني في حته تانيه ... يعني اركز فين؟؟؟ ... لاااا انا لم يعد عندي مقدره للصمود. بعد لحظات اتصلت بي أمي
- هو عرف و في الطريق إليك، أنا لما كلمته كان بيجري قال لي هيجب سم و مش هيتاخر
- طيب خليكي معايا يا ماما لحد لما يوصل
- حاضر
أرادت أمي ان تلطف الجو و ان تلهيني عن الفار فبدأت بفتح موضوعات مختلفه حتي اهدئ.
- كانت حلوة البستا فلورا الي عملتيها يا سعاد
- حلوة ... و هتبقي احلي لما يغور الفار. ماما عسوي وصل هكلمك و أطمئنك لما نعمل حاجه. شكرًا جداً يا أمي.
- العفو يا حبيبتي ربنا معاكم.
- أدعي لنا
و ها هو عريض المنكبين مفتول العضلات، مروض الاسود، قاتل الحشرات و صائد الفئران، هرقل زمانه يزلزل باب المنزل ليفتحه و يدخل ... ها هو يدخل من باب المنزل و هو يلوح بيديه الحامله لسم الفئران و في الخلفيه صوت الرعد يدوي في أرجاء المدينه، بطل مصر ... و ندهت الندهه الشهيرة
- عسسسسسووووييييييييي ........
لمتابعه قصه الفار انتظرونا في الحلقه القادمه
Monday, 2 April 2012
يوميات ام مغتربه -٤
مع مرور الوقت تبدأ الاحداث تقل و بالتالي الشعور بالزمن يقل. فعند الوصول كل شئ جديد و كل جديد معرفه و كل معرفه حدث و كل حدث يطيل الإحساس بالوقت. عشان لا أطول عليكم لان كلامي اصبح معملي فز اول ما الواحد يصل لمكان جديد بتبقي كل حاجه حوله جديده من اول مفتاح باب الشقه الي لسه مش عارف طريقه فتحه كويس لحد علبه اللبن الي علي رف السوبر مركت الي بيقراء الكلام قبل ما يشتري العلبه مش مجرد من الشكل بيعرف انه هو ده طلبه. فبالتالي بيكون من غير ما يدري في حاله استيقاظ اكثر من المعتاد و هذه الحاله تعطي إحساس اطول للوقت و إجهاد اكثر من المعتاد مع شعور ان كل ما حوله غريب يعني تقدر تقول ان هذه هي أسوا مرحله في الغربه. في ناس هتقول" ده تغير ناس كثيرة بتلجا اليه لكسر الملل " لكن هناك فرق ما بين حاله تعيشها لفتره قصيره و الرجوع للحاله الأساسيه و ما بين التغير من حاله الي حاله. بس مع الوقت تبدأ العين التعود علي الاشياء و عقلك يتصرف لوحده دون تركيز مع الشعور بالالفه فتبدأ الامور في تحسن. و علي رأي هنادي بنت خلتي و هي خبره قديمه في الغربه لما سألتها هفضل في الحاله الزباله ديه لحد أمتي ردت " الخروج من الحاله الزباله ديه متوقفه عليك يعني مثلا لو وضعت ملابسك في الدولاب و الدنيا اصبحت منظمه و رايئه الحاله هتتحسن ٥٪ لو شغلتي مزيكا هتتحسن ٥٪ و خمسه علي خمسه هتلاقي نفسك أحسن" قلت فعقل بالي هو أنا هفضل الم في خمسات بس الحقيقه هي طلعت صح فضلت الم في خمسات و ربنا بعت لي خمسات لما الجو تحسن و حصص لينا فأصبحت الحاله جيده الحمد لله.
و من ضمن الخمسات الي جأت لي هي خروجات و عزومات أصدقاء عسوي في الجامعه. العزومه بالنسبة لي يعني هلبس إيه؟ يعني اعمل حاجه حلوة بدل ما اشتري (تعطي إحساس اكثر بالاهتمام و كمان تأكل من الوقت) و الحاجه الحلوه ديه يعني مشوار للسوبر مركت اشتري حاجتها ... تقدري تقول انها تأخذ نصف اليوم. و اول عزومه كانت عند أشقانا اصحاب البشرة الصفراء و تويوتا ... اليابانيين. قلت هدخلهم بالحته الثقيله الخبرة الكبيرة البستا فلورا عمرهم ما سمعوا عنها و سرها في مربتها يعني من الاخر مفيهاش فن. كلمت ماما أخذ منها النصائح قالت لي اليابانيون يقدرون الزهور اشتري مع البستا فلورا باقه زهور. المهم اشتريت حاجات البستا فلورا و عملتها، وضعتها في الفرن و قلت أخذ حمام سريع. خرجت علي ريحه شيييااااااطططط. البستا فلورا اصبحت بستا محروقة طبعا كلمت مين ؟؟؟ عسوي هو أنا لي غيره. و بصوت المعتاد بتاع كل مره
- عسسسووويييييي
- خيييرررررر
- البستا فلورا اتحرقت يا عسوي
سكوت للحظه عسوي مصدوم و مش لاقي حاجه يقلها
- طيب معلش هتعمل إيه
- لسه باقي عجينه تكفي واحده اخري بس المربي هتبقي قليله شويه
- هتلحقي ؟؟؟ العزومه كمان ٣٠ دقيقه
- ربنا يسهل
- طيب طمنني و مترميش البستا.
- ماشي
ربنا سهل و لحقت اعمل واحده اخري. البست لينا و لبست أنا كمان بلوزه لطيفه و شراب لون البلوزه (عشان اليابانيين بيخلعوا ألجزمه عند الباب فلازم الشراب يبقي كويس) المهم دخلنا و اعطيت موزوكي الزهور و البستا فلورا، شكرتني و دخلنا المنزل. البيت زي الفل و رائحه الطعام حلوة جداً مع انني اول مره أتناول اكل ياباني الا ان الرائحة كانت بلا شك رائحه يابانيه جداً، يمكن رائحه الأرز ؟؟؟ المهم تناولنا الطعام و كانت لينا مصدر الاهتمام عند الجميع يلاعبونها و هي تنظر اليهم مندهشه و لا تضحك. المهم شعرت انه حان وقت أغير للينا الحفاضه استئزنت و دخلت الحمام و اذا بلينا مبهدله الدنيا.
انظر اليها نظره اعمل إيه دلوقتي و هي تضحك. و لم يكن أمامي الا ان أغير لها ملابسها و عندما استجمعت قواي راحت مرجعه علي الارض و سجاده الحمام ... الله يكسفك يا شيخه الست محسوكه و فله في بيتها.
و كان النداء الالهي فتوجه عسوي لا إراديا الي الحمام و سمعني و أنا بقول ععسسسسوووييييي.
دخل و الحمد لله انقذ الموقوف و استطعنا اننا نحفظ ماء الوجه الي حد كبير. جاء وقت الحلو و البستا فلورا احتذت إعجاب الجميع الحمد لله و خلصوها و راس مصر ارتفعت الحمد لله و قد حان وقت الانصراف و كفيانا فضائح لحد كده.
و بالرغم من المصاعب و الفضائح التي وجهناها في هذا اليوم الا يجب أن آري الكوب المليان من التجربة. فانا تعرفت علي أصدقاء جدد و كسبت بستا فلورا هنحلي بها الكام يوم التاليين في البيت.
Subscribe to:
Comments (Atom)